مزايا النظام الإسلامي! الجزء السادس

أحمد راشد الزرقاء

حتى الآن، كنا قد عرضنا ثماني مزايا للنظام الإسلامي، وتبقى المزايا الأخرى كما يلي:

9 ـ النظام الإسلامي نظام أخلاقي

عندما نذكر اسم “النظام الإسلامي”، فإن أذهان كثير من الناس تتجه فورًا إلى القوانين والعقوبات والأحكام الفقهية، لكن الحقيقة أن النظام الإسلامي قبل كل شيء هو نظام أخلاقي، يقوم على أساس إصلاح الإنسان ظاهرًا وباطنًا.

تعريف الأخلاق:
“الأخلاق” جمع “خُلُق”، وهي في اللغة بمعنى الطبيعة والخصلة. أما في اصطلاح العلماء فهي:
هيئة راسخة في النفس تصدر عنها الأفعال بسهولة ويسر، من غير حاجة إلى تفكير ورويّة.

الشرح:
الأخلاق هي حالة ثابتة في نفس الإنسان، تصدر عنها الأفعال بلا تكلّف ولا إعمال فكر طويل. فإن كانت الأفعال الصادرة عنها حسنة ومستحسنة شرعًا وعقلاً، فهي “حُسن الخلق” أو الأخلاق الحسنة، وإن كان الصادر عنها سيئًا، فهي “سوء الخلق” أو الأخلاق السيئة.

وبعبارة أخرى: الأخلاق هي مجموعة الصفات الراسخة في النفس، والتي من خلالها يرى الإنسان الفعل حسنًا أو قبيحًا، ثم يفعله أو يتركه. فالإنسان قبل أن يقدم على فعلٍ ما أو يمتنع عنه، يزنه بمقياس أخلاقي داخلي، وهذا الميزان يتأصل في النفس حتى يصبح جزءًا من تكوينها، كما أن البياض أو السواد من الصفات الطبيعية للإنسان.

مكانة الأخلاق في الإسلام:

العقل والفطرة السليمة معًا يمنحان الأخلاق الفاضلة مكانة رفيعة، وهذا أمر مسلّم به، لأن الإسلام دين الفطرة، ولهذا فقد أولى الأخلاق أهمية بالغة. فالقرآن الكريم جعل الأخلاق في قمة صفات رسول الله ﷺ، قال تعالى:
﴿وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾ [القلم: 4]
وقال تعالى في موضع آخر:
﴿إِنَّ اللَّهَ يَأمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى…﴾ [النحل: 90]

وروى الإمام مالك رحمه الله في “الموطأ” أن النبي ﷺ قال:
“إنما بُعثتُ لأتمم مكارم الأخلاق”.

وقال الإمام ابن القيم رحمه الله:
“الدين كله خلق، فمن زاد عليك في الخلق، فقد زاد عليك في الدين”.

Exit mobile version