لماذا تخلف المسلمون؟

حسان مجاهد

كان المسلمون في العصر النبوي، دائماً متفوقين على الكفار. عندما كانوا يخرجون للقتال من منطقتهم، حتى لو كانت الرحلة تستغرق شهراً، كان الكفار يرتجفون من هيبتهم ويبدأون بالصراخ مستسلمين.

في معركة بدر، حقق 313 مجاهداً نصراً على ألف كافر مسلح. في معركة الخندق، قام عدد قليل من المسلمين بحفر خندق إستراتيجي في مواجهة عشرة آلاف كافر وحققوا النجاح. تم فتح حصون خيبر التي لا تقهر، وهو أمر لم يكن سهلاً، وفي معركة مؤتة، فاز ثلاثة آلاف مسلم فقط بالمعركة بعد قتال عنيف ضد جيش قوامه مائتا ألف.

وبالمثل، فإن العصور الذهبية للخلفاء الراشدين والأمويين والعباسيين والعثمانيين تشهد على الفتوحات الإسلامية والهزائم المستمرّة للكفار، ولكن عندما بدأت الخلافة العثمانية في التدهور، ابتعد المسلمون عن طريقهم واعتمد الكفار ثلاث استراتيجيات أساسية:

الوحدة بدلاً من العداوة والكراهية :

أمسكت اليهود بأيدي المسيحيين، وضموا المشركين إليهم، وشكلوا جميعاً صفاً واحداً ضد الإسلام.

 

جعلوا الفكر والتعليم والتكنولوجيا الحديثة قوة:

لقد جعلوا العلم والتكنولوجيا مصدراً لقوتهم.

عملوا على أفكار المسلمين:

لقد استعبدوا المسلمين فكرياً، وأزالوا ثقتهم بدينهم وحضارتهم وقيمهم، وحتى أنهم جعلوا الناس يقفون ضد الإسلام باسم الإسلام.

وعلى النقيض من ذلك، تجاهل المسلمون ثلاثة عوامل رئيسية للنجاح:

تبنوا الخلاف والتعصب والشجار والانقسام بدلاً من الوحدة.

أعرضوا عن دين الله وانغمسوا في ملذات الدنيا.

أحبوا الأشياء التافهة وفضلوا الحياة التي لا معنى لها بدلاً من الأدوات الحديثة والفكر والتعليم.

لهذا السبب يتفوق اليوم 13 مليون يهودي في العالم على 2 مليار مسلم.

من ناحية، يطير الكفار بطائرات بدون طيار باستخدام تكنولوجيا الكمبيوتر ويقصفون الأراضي الإسلامية، لكن المسلمين لا يستطيعون مواجهة ذلك. يقتل الكفار المسلمين واحداً تلو الآخر مثل دجاج المزرعة، والمسلمون يشاهدون فقط بعيون دامعة.

علينا أن نفهم أنه عندما تكون المنافسة على القوة، فإن البكاء والصراخ لا يؤديان إلى أي نتيجة. لو لم يكن لدى المسلمين وسائل الاستعداد، لما أمر الله تعالى بهذا الأمر:

«وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ»

لدينا كل وسائل العزة والقوة:

المعادن والجواهر والنفط والغاز وكل ما تشغله التكنولوجيا الحديثة، كل هذا موجود في أرضنا، ولكن لسوء الحظ، فضلنا الإهمال، وأدرنا ظهورنا للعمل الجاد والتعليم والوحدة، واكتفينا بحياة الذل.

إذا أردنا أن ننهض مرة أخرى، علينا أن نستيقظ، وأن نفكر، وأن نعود إلى التعليم، وأن نتبنى التقانة، وأن نعود إلى الوحدة، وأن نعود إلى الله؛ لأن الله تعالى لا يغير حال قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.

Exit mobile version