الخوارج؛ دعاة التكفير ومرتكبو الكبائر! الجزء الخامس

أحمد شكيب

لقد درسنا حتى الآن عشرة ذنوب ارتكبتها الخوارج، وهذه الذنوب ليست فقط دليلاً على انحرافهم الفردي، بل هي خيانة عظيمة للأمة الإسلامية.

من الجرائم والذنوب الكبيرة ما يلي:

11. تحريف الدين الإسلامي:

الإسلام دين السلام والرحمة والعدل والإنسانية، ولكن بعض الأفراد يحرّفون تعاليم هذا الدين المقدس بسبب أخلاقهم الخاطئة أو سلوكهم المتطرف، إنهم يصورون الإسلام، وكأنه دين القسوة والعنف والتطرف فقط. يتم القيام بذلك في كثير من الأحيان من قبل أشخاص غير مطلعين على التعاليم الإسلامية.

يقول الله تعالى:

“ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو كذب بآياته (سورة الأنعام: 21)

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار). (صحيح البخاري).

على مرّ التاريخ، قامت بعض الجماعات المتطرفة، كالخوارج، بتشويه صورة الإسلام العادلة والرحمة والتسامح، وقدمتها على أنها تطرف وقسوة وقتل، وقد أدت أفعالهم إلى اعتقاد غير المسلمين بأن الإسلام دين القسوة وسفك الدماء، على الرغم من أن الإسلام يدين بشدة كل هذه الأفعال.

12. إعطاء العدو فرصة لغزو بلاد المسلمين أو الاستهزاء بالدين:

يقول الله تعالى في القرآن الكريم عن نصر الظالمين: “ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار” (سورة هود: 113). تحذرنا هذه الآية من دعم الأعمال التي من شأنها تقوية الظالمين.

ولكن الخوارج من خلال الصراعات الداخلية والتطرف والدعاية الكاذبة أعطوا الأعداء الفرصة لمهاجمة الأراضي الإسلامية واحتلال البلدان الإسلامية وتدنيس الأماكن المقدسة.

13. إضعاف الدولة الإسلامية:

الدولة الإسلامية هي مركز النظام والعدل وتطبيق الشريعة الإسلامية، ومن يضعف هذا النظام أو يعمل ضده فإنه يضر بوحدة الأمة ويصبح مصدر فتنة، إن هذه الممارسة ضارة جدًا بالأمة. يقول الله تعالى: “واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ” (سورة آل عمران: 103).

إن الفرقة والاختلاف يدمر قوة المسلمين. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من فارق الجماعة، شبرا، فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه” (صحيح مسلم)

وقد اعتمدت الخوارج هذا النهج دائماً؛ واستمروا في التمرد على الأمراء والمسؤولين المسلمين الذين انتخبهم أهل الحل والعقد، واستمروا في تقسيم الأمة

Exit mobile version