تقوية الأنظمة الديكتاتورية بحجة محاربة داعش
لا شك أن الأمة الإسلامية أصبحت بقبضة بعض الفسدة الطغاة الذين يسعون ليل نهار لتواجه الأمة الإسلامية المصائب والمتاعب أكثر مما كانت تواجهها سابقا.
وليست هولاء الحكام يسببون في إضرار المسلمين فحسب بل يبذلون الجهود الجبارة حتى أصبحوا أدوات نافعة للكفار وبما أن هذه الوجوه المطرودة ليس لها شأن في شعبهم فيحتاجون إلى مساعدة الكفار ليدوم أمرهم.
لقد واجهت الأمة الإسلامية في تاريخها الطويل شتى أنواع التحديات ولكن التى تواجها حاليا لم توجد في صفحات التاريخ ومن تلك التحديات ظاهرة داعش التي ظهرت بتقديم الشعارات الاسلامية الكاذبة وفي نهاية المطاف تحولت إلى أداة وسلاح للطغاة.
رغم أن الدول الغربية قدمت داعش كخطر كبير على مستوى العالم ونشرت الصحافة العالمية تقارير بشأن وحشية الداعش حتى أنشئت التحالفات العالمية ضدها إلا أن الحقيقة كانت مختلفة حيث ظهرت داعش تعمل بشكل متواصل لمصالح الغرب.
في سوريا عندما كانت حكومة بشار الأسد على شرف السقوط فإذا بهذه الفتنة قد ظهرت وتغيرت الموازين كلها، وعندما كانت حكومة بشار في سوريا على الانتهاء وكادت أن تلحق بالفناء إذ بداعش قد ظهر في هذه الآونة وغيرت كافة الموازين حيث جل التركيز لهذه الجماعة كانت على من حاربوا ضد حكومة بشار وبالتالي كان هذا أجمل طريق للتدخل الروسي والإيراني.
ومن ناحية آخر لقد ساعدت القوى الغربية بشار الأسد بنطاق واسع لقمع الذين حاولوا في تصفية أمرهم،ونفس هذه القضية قد تكررت بالعراق حيث أن التضحيات التى قدمت في سبيل الفتح وإسقاط نظام النوري من أهل السنة والجماعة قد شوهت وتأقلم النوري من جديد في العراق.
حين وجد نظام العراق في نفسه ما يقوم به ضد المكوم السني فبذلت نفيسها في سبيل تدمير المناطق السنية بشكل واسع وتهجير آلاف الأبرياء من مناطقهم، لا شك أن الداعش لم تكن بمثابة ما يعارض الطالبان و إمارة أفغانستان الإسلامية إلا أن القوات الغربية ظلت باقية لمدة مديدة هادفة تبث الشرور في أفغانستان في الحين نفسه لقد نشرت التقارير بأوسع شكل أن الأسلحة والالآت الحربية كلها تستخدم ضد الإهارب ولكنها وصلت إلى أيدي داعش وكذا المفاهيم التى تختص بالشريعة الإسلامية الغراء مثل الجهاد والحدود وغيرها كلها قد شوهت والان يظن الناس أن هذه الاشياء كلها من مقررات داعش الخبيثة، فكان الهدف الأساسي للغرب تشويه الدين وتخويف الشعوب من المفاهيم الشرعية وتمهيد الطريق للطغاة ليكافحوا ضد شعوبهم الذين جعلوهم على شفا جرف من الانهيار، فكانت داعش قناعا لمشروع كبير حيث استقرت أنظمة الطغاة إلى مدة لا بأس بها.