ماهر بلال
من واجبنا الديني والإنساني أن نعرض حقائق الجهات الشريرة المعاصرة أمام الأمة الإسلامية وأن نمنحها حق الفصل. وقد تزايدت جهات معادية للإسلام والدين في العصر الحاضر، منذ سنوات ط وما زالت جهود الكفر مستمرة في البحث عن زرع بذرة السرطان في الأمة الإسلامية. وعلى الرغم من الجهود الكبيرة، إلا أنها لم تحقق النجاح الكامل ولن تحققه بإذن الله. ولكن بعد تربية العملاء ذوي القلوب السوداء، الذين يُطلق عليهم اسم “داعش الخوارج” وصل عالم الكفر إلى نجاح محدود.
يعتبر الدواعش أنفسهم إسلاميين، لكنهم في الأساس خدمة للكفرة، وهي أداة الكفار التي تتغير شكله من حين لآخر. أحيانًا يظهرون للعالم على شكل وحوش، وأحيانًا يضربون بصفر، ولكن في الأساس، وباستخدام هذا التكتيك الكفاري، يستهدفون في الغالب المؤمنين وأولئك الذين يعارضون الكفر. بعدما تفرغت جماعة داعش الخوارج من ارتكاب الوحشية والهمجية في العراق وسوريا ألحقت الأضرار بالعديد من البلدان كأفريقيا ونيجيريا وأفغانستان وباكستان والصومال وغيرها من البلدان التي دمرتها خطط داعش الأمريكية والإسرائيلية.
محادثات الصداقة مع الدول الأخرى (التي تدعمها الكفار بشكل مباشر) والخوارج داعش ليست جديدة، بل هي قصة قديمة للغاية. وخلال العام الذي دخل فيه داعش الخوارج إلی جغرافيا أفغانستان، دخلوا لأول مرة من منطقة أوركزو في باكستان وجلبوا وجودهم الخبيث إلى أفغانستان. وبعد ذلك، تم تنشيط معاقل داعش في أوركزو وتيراه بارا ومناطق أخرى في ولاية بختونخوا الباكستانية.
وفي ظل كل ما سبق، عانت باكستان بشكل كبير وخسرت الكثير نتيجة وصول تنظيم داعش إلى أفغانستان وطرده من قبل الإمارة الإسلامية. ومن بين الخسائر التي لحقت بها، كانت واحدة منها أن البرابرة مثل خوارج داعش، الذين لم ترغب باكستان في استضافتهم، أصبحوا يشكلون تهديدًا محدقًا على باكستان.
كان النظام الجمهوري في باكستان يعتقد أنه محمي من هجمات داعش، ولكن من خلال الاحتفاظ بتواجدهم، لم تحقق باكستان نجاحًا، بل على العكس، تعرضت لخسائر مالية وبشرية جسيمة. أصبح تنظيم داعش ينشط الآن بحرية في مناطق عديدة في باكستان، مثل بختونخوا (التي تعتبرها باكستان جزءًا من أراضيها، لكنها في الواقع ليست كذلك)، وبيشاور، وفقير أباد، وبارا، وتيراه، وتيمورجره، وأوركزاي، وتابي، وغانج، وقرية قاضي لطيف آباد، وبنجاب. وزادت مراكز داعش حاليًا في بعض المناطق الأخرى في لاهور مقارنة بالماضي.
والمثير للقلق هو التعاون الرسمي بين الحكومة الباكستانية وداعش، مما يعني أن داعش زاد وجوده هنا بمساعدة الحكومة الباكستانية. وزادت مراكز التجنيد لداعش بشكل عام في ولايات باكستان مقارنة بالماضي.
بالرغم من وعي حكومة باكستان بكل هذه المعلومات وامتلاكها للمعلومات المتعلقة بهم، لا يوجد أي إشارة لأي تفاعل من جانب الحكومة الباكستانية. وهذا يعني أن الحكومة الباكستانية تتعاون مع داعش لتدمير أمن المنطقة وخلق الفوضى فيها. في العام الماضي، سعت باكستان إلى السماح لبعض أعضاء داعش بدخول أراضي أفغانستان، وحدثت بعض الاشتباكات في الحدود بين حرس الحدود الأفغاني والباكستاني بشأن دخول أفراد داعش إلى أفغانستان. تم تناقل هذا الخبر أيضًا في وسائل الإعلام الدولية. ومن بين كل هذا، قامت السلطات الباكستانية بالقبض على عنصر من داعش يدعى “خان” خلال العام الماضي، وعلى الرغم من وجود أدلة على تورطه في أعمال تخريبية، فقد تمت تبرئته من قبل السلطات الباكستانية وتكريمه أيضًا! وكان متورطًا في الهجمات الأخيرة التي وقعت في باجور. وتشير أحدث المعلومات من شهاب المهاجر إلى أن هذا الأجنبي لجأ إلى الحكومة الباكستانية. وهناك العديد من السجناء الآخرين من داعش في سجون الإمارة الإسلامية واعترفوا بأنهم قدموا من باكستان وتم دعمهم من قبل جمهورية باكستان! وأعلن وزير الدفاع في الإمارة الإسلامية، المولوي محمد يعقوب مجاهد، أن أكثر من ثمانين في المئة من المعتقلين في سجون الإمارة الإسلامية هم إما مواطنوا باكستان أو طاجيكستان.
الحقيقة المحسومة هي أن عناصر تنظيم داعش ليست تحت سيطرة مباشرة لليهود، ولا يتمنى الكفار أن يكونوا هم من يقودهم مباشرة، إذ إن خوارج داعش هم عبيد من الطبقة السفلى. إن وجود هؤلاء العناصر المتطرفة يشكل خسارة كبيرة للإسلام تحت غطاء الدين الإسلامي. ولذلك، فإنهم لا يرغبون في الاحتفاظ بمثل هؤلاء العبيد البائسين بين أيديهم، وبالتالي يجعلونهم عبيدًا لأتباعهم (أي في أيدي باكستان). والسبب الثاني يكمن في أن بعد تأسيس الخلافة الإسلامية للمرة الثانية، قام الكفار بقطع العديد من التزاماتهم وتجنبوا ارتكاب أخطاء سابقة ولم يعدوا يتخذون قرارات قاسية بشأن أفغانستان، إذ يرغبون في أن تظل هذه الوعود الكاذبة مصداقية أمام العالم، ولن يتعرف أحد على كذبهم. والسبب الثالث قد يكون في أن الولايات المتحدة وإسرائيل أصبحتا أكثر انخراطًا في الصراعات الدولية من أي وقت مضى، ولم تستطعا توجيه العناصر المتطرفة مثل داعش مباشرة، بل تركتهم للعبيد في المنطقة، وهؤلاء هم “كلاب النار” ورقابهم في أيدي غاردة مثل باكستان.
الخوارج کلاب النار.