زوال أمريكا وداعش:بداية فصل جديد من الأمن في أفغانستان!

إحسان ساجدي

في 31 أغسطس 2021، كان ذلك اليوم الذي غادر فيه آخر جندي أمريكي أفغانستان، لم يكن مجرد انسحاب عسكري عادي، بل كان نهاية عقدين من الاحتلال، وانتهاء حرب طويلة، وبداية مرحلة جديدة في مصير أفغانستان السياسي. ومع مجيء هذا اليوم، استعادت الإمارة الإسلامية السيطرة الكاملة على البلاد.

نهاية الاحتلال والاستقلال

بعد هجمات أكتوبر 2001، تعرضت أفغانستان للاحتلال بقيادة التحالف الدولي، وتم تدمير النظام الإسلامي الحاكم في البلاد. أرادوا فرض نظام دمية غربي وأفكارهم هنا بشكل كامل، لكن هذه العملية استمرت عشرين عاماً، وأثرت على ملايين الأفغان، وقتلت وجرحت الآلاف من الشباب والشيوخ والصغار، وزعزعت البنية التحتية والاقتصاد والأمن في البلاد من أساسه.

كان طرد القوات الأمريكية بمثابة استقلال حقيقي لأفغانستان، إذ لم يعد أي جيش أجنبي موجوداً هنا، وأصبح الحكم كاملاً في يد الإمارة الإسلامية. فطالبان الذين وُصفوا لسنوات طويلة بالإرهابيين، واستُخدمت ضدهم مختلف أنواع الأسلحة الخفيفة والثقيلة، أثبتوا أنهم أبناء هذا الوطن الحقيقيون، الذين قدموا أرواحهم في سبيل الله ولإنهاء الاحتلال، فنصرهم الله، وهم اليوم يجلسون على مقاعد الحكم ويقيمون نظاماً شرعياً مقدساً.
المحتل الأمريكي لم يكتفِ بانتهاك القيم الإنسانية في أفغانستان، بل حاول أيضاً تمويل مشروع داعش وتسريعه من كل الجوانب. فداعش في الأصل مشروع غربي كفري، سعى دائماً إلى عرقلة جهاد الجنود والمجاهدين الحقيقيين للإسلام، وقد واصلوا ذلك على نطاق واسع في أفغانستان، مما تسبب بتحديات كبيرة أمام مجاهدي الإمارة الإسلامية.

داعش، الذي كان يستفيد من الدعم الكامل والشامل من الغرب (خصوصاً أمريكا)، تلقى ضربة قوية مع عودة الإمارة الإسلامية وطرد أمريكا، وتوقفت أنشطته إلى حد كبير. قبل عودة الإمارة، كانت جميع وسائل الإمداد والتمويل متاحة له من الخارج، وكان يحظى بدعم واسع على جميع المستويات. فقد كان مقاتلو التنظيم يُنقلون بالمروحيات من مكان إلى آخر، وتُقدم لهم مختلف أنواع الأسلحة، وتُمنح لهم ملايين الدولارات نقداً، كما وفرت لهم مساحات واسعة للنشاط والدعوة في المدارس والمساجد والجامعات والقرى، وامتلكوا وسائل إعلام خاصة بهم، ويمارسون أي نشاط يريدونه دون أي تهديد.

ارتكبت جماعة داعش، بدعم غربي كامل وقوي، جرائم وحشية وغير قابلة للتعويض ضد سكان هذا البلد، جرائم ربما لم يكن ليفعلها حتى معظم الكفار. ذُبح الأطفال بالسكاكين في مهدهم، ودفن الشيوخ وزعماء القبائل أحياء على الألغام وتفجيرهم أمام الجميع، قُطعت رؤوس الشباب وعُرضت في الأسواق، اختُطفت النساء للاسترقاق الجنسي، فجّرت المساجد والمدارس والجامعات بالألغام، وحُولت الأعراس والاحتفالات إلى مآتم، ولم يبقَ فعل شنيع إلا وارتكبته داعش.

لكن بفضل الله، مع عودة الإمارة الإسلامية، انتهى احتلال العشرين عاماً، وانكسر ظهر داعش، خصوصاً عندما غادر آخر جندي أمريكي البلاد في 30 أغسطس 2021. فقد فقد التنظيم، من ناحية، داعمه الحقيقي ومموله، إذ كانت الطائرات الأمريكية تصل لدعمه في دقائق كلما تعرض لضغط من الإمارة الإسلامية، ومن ناحية أخرى، تمكنت الإمارة من اتخاذ إجراءات سريعة قطعت أوصاله وأوقفت أنشطته.

لأن الإمارة الإسلامية تسير على طريق الحق، وتمثل أبناء الشعب الحقيقيين وتحظى بدعمهم وبالنصر الإلهي، فقد تمكنت في فترة قصيرة من القضاء على قادة داعش وعناصره، وقطع موارده المالية، ووقف عمليات التجنيد، وإبطال قنوات دعايته، حتى لم يبقَ منه اليوم سوى الاسم.

يمكن القول في الختام إن عودة الإمارة الإسلامية، وانتهاء الاحتلال الغربي المستمر لعشرين عاماً، وخطوات الإمارة الحاسمة، والنصر الإلهي والشعبي، كانت جميعها عوامل أدت إلى القضاء على داعش واستئصال جذوره، وجلب الأمن والاستقرار الكامل إلى البلاد بعد سنوات طويلة.

Exit mobile version