في النصف الأول من القرن الواحد والعشرين، شنت الولايات المتحدة هجوما عسكريا على أفغانستان تحت ذريعة حادثة الحادي عشر من سبتمبر، ثم احتلت العراق بزعم وجود أسلحة دمار شامل.
أدى هذا الهجوم العسكري إلى إشعال حرب واسعة النطاق في جنوب آسيا والشرق الأوسط، حرب كانت بين الحياة والموت ولا تزال مستمرة حتى يومنا هذا، ولم تقتصر هذه الكارثة على استخدام القوة العسكرية فقط، بل نتجت عنها فتن أخرى أدت إلى معاناة شديدة للمسلمين.
في العراق، اشتعلت فتنة جديدة تحت عنوان الخلاف بين الشيعة والسنة، وامتدت هذه الفتنة إلى أنحاء الشرق الأوسط، ومن أجل إبقاء هذه الفتنة مستمرة، تم خلق فتنة أخرى تحت مسمى الخلافة الداعشية، ورغم أن هذا الاسم أثار أملًا في قلوب الأمّة المنكوبة لفترة قصيرة، إلا أنه سرعان ما تحول إلى يأس بسبب التصرفات غير الإسلامية وغير الإنسانية التي ظهرت من قبل هذه الجماعة.
أصبحت هذه الفتنة أكثر خطرًا على المسلمين عندما تبين أن أساسها كان مرتبطا بالقوى اليهودية والصليبية، وقد اتضح هذا المخطط بشكل أكبر عندما ظهرت بذوره في أرض أفغانستان الطاهرة.
ففي عام 2013، أعلن تنظيم داعش عن وجوده في العراق، ومع مرور الوقت توسعت نشاطاته لتشمل دولا أخرى، وقام عدد من الأفغان داخل أفغانستان بمبايعتهم.
بعد ظهور هذه الجماعة في أفغانستان، لم تتخذ الإمارة الإسلامية في البداية أي إجراءات ضدهم، بل كانت بمراقبتهم.
في تلك الفترة، بعث أمير المؤمنين الشهيد ملا أختر محمد منصور رحمه الله، برسالة إلى قادة داعش، ليوجههم إلى الوضع الجهادي في أفغانستان وظروفها الخاصة، ويعلمهم بموقف الإمارة الإسلامية.
في فترة قصيرة، تمكن داعش من التسلل إلى ولايات مختلفة في أفغانستان، وأثار الفتنة في جلال آباد وكونر ومناطق أخرى، وتمرّد ضد الإمارة الإسلامية، وبالنظر إلى هذه الظروف، ركزت الإمارة الإسلامية اهتمامها على هذه الجماعة، وتمكنت من إخماد هذه الفتنة في وقت قصير.
ثم بدأت أيامهم الأخيرة في الولايات، وكشفت علاقاتهم الخفية مع الأمريكيين والنظام السابق، خاصة مع أمر الله صالح.
في العديد من الجبهات، عندما كانت آخر معاقلهم تسقط وكان المجاهدون في الإمارة الإسلامية يحاصرونهم، كانت مروحيات النظام السابق تأتي لإنقاذهم، وتنقلهم إلى كابول، حيث كانوا يعالجون هناك ويتم توفير أماكن للإقامة لهم.