وبما أن اليوم هو عصر الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي التي تؤثر بشكل كبير على حياة الناس، فإن خوارج داعش يستخدمون أيضًا استوديوهات الفيديو والكاميرات عالية الجودة بالموارد التي يوفرها لهم أسيادهم. بل إنهم يقومون بتوثيق ونشر مشاهد قطع الرؤوس والشنق وغيرها من الأعمال الوحشية أو المحاكم الصحراوية.
ويتم كل هذا لترهيب الناس وإخفاء الخوف والرعب الذي تخلق هذه الأعمال البربرية في قلوبهم عن العامة، ويتم الترويج لهذه الفيديوهات على نطاق واسع من قبل قيادات داعش، كما يتم بثها من قبل بعض القنوات الإعلامية المدعومة مالياً من قبل أنصار داعش، منتهكة بذلك كافة المبادئ الصحفية.
تريد هذه الوسائل الإعلامية تشويه سمعة الدين الإسلامي بهذه الطريقة والإظهار للعالم بأن هؤلاء المجاهدين المزعومين والأعمال الإسلامية هي خطة سرية مشتركة لتشويه سمعة الإسلام وإهانته.
ولإظهار أفعالها وإظهارها بشكل إيجابي، قامت داعش أيضاً بتجنيد عدد كبير من الكتاب والعلماء الذين يبدو أنهم مسلمون وعلماء ورجال دين، ولكنهم في الحقيقة عملاء ومرتزقة لأجهزة استخبارات أجنبية يحملون أفكاراً وثقافات أجنبية. هؤلاء الناس يتجاوزون كل الحدود باسم الدين والقيم الإسلامية من أجل المال والراحة والمكاسب المادية، ولا يكلفون أنفسهم حتى عناء التفكير في مصيرهم.
هناك العديد من المقالات والتصريحات في وسائل الإعلام التابعة لداعش والتي كتبها هؤلاء العلماء والكتاب المأجورين في مدح التنظيم بشكل أعمى. وكان هدفهم تضليل الشباب وحرفهم عن الطريق الصحيح، ولكن لحسن الحظ فإن المجاهدين الحقيقيين والكتاب والمثقفين المسلمين اردوا عليهم في الوقت المناسب وبشكل معقول، ونتيجة لذلك تم الكشف عن الوجه القبيح لهؤلاء المرتزقة.
ومن المؤسف أن الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي أصبحت وسيلة فعالة لتجنيد المقاتلين عبر الإنترنت والحصول على الدعم المالي لتنظيم داعش في مختلف أنحاء العالم، وخاصة في أوروبا. لقد وقع الكثير من الناس في مختلف دول العالم في فخاخ داعش وتم اعتقالهم لمجرد هذه الرسائل والشعارات، بل إن بعضهم اعترف بخطئه علانية، لأن شبكات الإنترنت أثبتت أنها مصادر أرخص وأسهل لهم من الهواتف المحمولة وغيرها.
وقد أثبتت التجربة أن كل المؤسسات والجماعات التي تنهزم في ساحة المعركة فإنها تسلك طريق الضلال والهيمنة الفكرية عن طريق الحضارة والثقافة، لكن مع مرور الوقت، تصبح هذه الحرب، مثل هزيمتهم العسكرية، فاشلة ولا يحققون أي مكاسب، ولهذا فإن كل هذه الأفعال والكتابات التي تقوم بها داعش هي في الواقع بمثابة النظرة الأخيرة لمهمتهم الفاشلة، والتي تقف على حافة الدمار.