الجزء الحادى والعشرون
بقلم:بهاند أيمن
أسست الخوارج سنة 65هـ، دولة حول مدينة البصرة بالعراق، برئاسة نافع بن الأرزق، وفي هذا الوقت كانت العراق والعديد من المناطق بما فيها الحجاز وخراسان تحت حكم عبد الله بن الزبير، وقد عين مهلب بن أبي صفرة واليا على خراسان، وكان مهلب بن أبي صفرة قائداً قوياً ماهراً، فلما وصل مدينة البصرة طلب منه أشراف البصرة أن يوقف الخوارج ويهدم الدولة التي بنوها، لكن اعتذر مهلب بعده على خراسان، وقال مهلب رحمه الله: لا أستطيع أن أخالف أمر أمير المؤمنين، أريد أن أذهب إلى خراسان.
كان أهل البصرة يشعرون بقلق عميق إزاء فساد وجرائم الخوارج وقد تضايقوا بهم، فكتبوا بمشورة واليهم عبد الله بن أبي ربيعة كتابا إلى المهلب عن ابن الزبير يأمره بقتال الخوارج وأتوه بالكتاب، فلما قرأه قال: والله لا أسير إليهم إلا أن تجعلوا لي ما غلبت عليه وتقطعوني من بيت المال ما أقوي به من معي، فأجابوه إلى ذلك وكتبوا له به كتابا، وأرسلوا إلى ابن الزبير فأمضاه، فاختار المهلب من أهل البصرة ممن يعرف نجدته وشجاعته اثني عشر ألفا لقتال الخوارج.
ثم استعد الفريقان للمعركة في سلى وسلبري، وكان عدد الفريقين حوالي ثلاثين ألف رجل، واقتتلوا قتالا شديدا صبر فيه الفريقان.