نظرة موجزة على حياة الشهيد نعمت الله “سعد”-تقبله الله

#image_title

نقدم لكم شابًا آخر من شباب الله الصالحين، الذي غادر منزله وقريته في رحلته نحو الشهادة، وهو يواجه الخوارج في معركة مباشرة، وسار في درب الخلود.

 

كان الشهيد نعمت الله (سعد)، ابن حاجي لعل محمد، من سكان منطقة “سهاك” في مديرية زرمت بولاية بكتيا. وُلِد في عام 1371 هـ ش (ما يعادل 1992 ميلاديًا) في أسرة متدينة ومحبة للجهاد.

 

كان الشهيد نعمت الله (سعد) يعشق التعلم، سواءً الديني أو العصري، لكن حبه للجهاد في سبيل الله كان أكبر من ذلك بكثير. لقد منحه الله فكراً إسلامياً وجهادياً قوياً وشباباً نشيطاً. بدأ تعليمه الديني الأولي في قريته على يد إمام المسجد، ومع مرور الوقت، انتقل إلى المدرسة لمواصلة تحصيله. التحق بمدرسة أبي بكر الصديق في منطقة سهاكو، حيث تابع دروسه لفترة طويلة، وكان يتلقى التعليم العصري إلى جانب التعليم الديني.

 

في الوقت نفسه، بدأ خدمته الجهادية، حيث كانت أولى خدماته الجهادية في منطقة سرَكّي في زرمت تحت قيادة الشهيد أيوب. كان سعد نجماً لامعاً وشاباً مفعماً بالحيوية في ميدان الجهاد، وقد نال حب زملائه لما امتاز به من تقوى وأخلاق عالية. كان أيضًا مثالاً للشجاعة، حيث شارك بشكل واسع في العديد من الهجمات الكمينية والعمليات الهجومية التي أرهقت العدو.

 

في إحدى العمليات في منطقة سرَكّي، تم حصار سعد وزملائه، وأُصيب بجروح خطيرة في ساقيه ويديه. لكن قرويًا عاديًا أنقذه من ساحة المعركة، وبعد فترة من العلاج، شفاه الله جل جلاله.

 

بعد شفائه، انتقل سعد إلى مديرية سيد كرم واستمر في خدمته الجهادية تحت قيادة قائد يُدعى ثمر، حيث حقق هناك أيضًا إنجازات بارزة.

 

شجاعته وتقواه جعلت قادته وزملاءه يثقون فيه، حتى تقرر إرساله إلى ولاية ننجرهار لمحاربة الخوارج. كان ذلك أحد أعظم أحلامه، حيث أراد أن يُطفئ نيران الغضب على الخوارج، وأن ينال الشهادة في سبيل الله. وقد حقق الله عز وجل هذا الأمل، حيث انضم إلى وحدة خاصة لمواجهة الخوارج في ولاية ننجرهار وشارك في عدة كمائن حاسمة تمكن خلالها من القضاء على عدد كبير من الخوارج.

 

أخيرًا، خلال شهر رمضان المبارك، استشهد نعمت الله سعد على يد الخوارج، ليتحقق حلمه بالالتحاق بالرفيق الأعلى.

 

بعد استشهاد سعد، وقع حدثٌ غريب اعتبره الكثيرون كرامة من الله له. فقد بقي جسده الطاهر في ساحة المعركة لمدة شهر كامل، لكن عندما أعيد إلى مسقط رأسه في زرمت في اليوم الخامس والعشرين من عيد الفطر، كان جسده سليمًا تمامًا، باستثناء وجهه الذي اسودّ قليلاً بفعل حرارة الشمس.

 

نسأل الله أن يتقبل شهادته. نحسبه كذلك، والله حسيبه.

ابو صارم
Exit mobile version