الشهيد السعيد، تراب خان مدثر تقبله الله، المقاتل في الجهادين، مجاهد شجاع وقوي، ابن محمد عزيز، من سكان قرية إله خيلو في وادي خوات، منطقة بندتشك، ولاية ميدان وردك. ولد عام 1345 هـ.ش (1966م) في أسرة متدينة و مجاهدة.
بدأ تعليمه الأولي في مسجد قريته تحت إشراف إمام القرية، وتابع دراسته حتى الصف الثاني عشر، ولكن بسبب بعض المشاكل الأسرية، لم يكمل تعليمه واضطر للسفر إلى إيران. بعد فترة، عاد إلى وطنه وبدأ العمل في تجارة الفواكه.
خلال هذا الوقت، تعرضت البلاد للاحتلال السوفييتي، وأصبح الشباب أمام اختبار جديد. لكن بفضل الله، كان شباب الأمة مسلحين بالإيمان، وبدأوا في ساحات الجهاد بكل قوة.
في ذلك الوقت، كان الشهيد مدثر تقبله الله في بداية شبابه، وحمل السلاح لمواجهة الغزو الروسي، وشارك في الجهاد بفاعلية. استمر في نضاله حتى سقوط الاتحاد السوفييتي، ولم يغادر ساحات القتال حتى تحقق النصر.
بعد انتهاء الجهاد ضد السوفييت، استأنف حياته العائلية مرة أخرى وبدأ العمل في التجارة من جديد، وعاش حياة هادئة كمواطن عادي.
الغزو الغربي:
عندما تمكنت الإمارة الإسلامية من تحقيق الأمن، لم يدم هذا الأمن طويلاً، حيث عادت البلاد مرة أخرى تحت الاحتلال الغربي الوحشي بقيادة “الناتو”. تحولت أيام النور إلى ظلمات قاتمة. أهانت القوات الغربية المقدسات الإسلامية، ودمرت المساجد، وأحرقت المصاحف، وقامت بقتل المسلمين في منازلهم. النساء والأطفال قُتلوا دون رحمة. تجاوزت هذه الجرائم كل الحدود.
في هذه الفترة، استأنف الشهيد مدثر تقبله الله جهاده المبارك مرة أخرى.
أول المعارك ضد الأمريكيين:
في البداية، كان الجنود الأمريكيون عندما يشنون غارة على منطقة، يمكثون فيها لبضعة أيام، يدرسونها ثم يغادرون. خلال إحدى هذه الغارات في منطقة الشهيد مدثر، هبطت أربع طائرات في مواقع سنّي خيلو المقابلة للمنطقة، وقضى الجنود ليلة هناك. في صباح اليوم التالي، حوالي الساعة العاشرة، وصل المجاهدون من أعلى جبل “سيَوكي”. كان هذا في بداية جهاد الشهيد مدثر، حيث كان يُعرف حينها باسم “عادل غازي”، وكان يحمل سلاح البيكا.
اتفق الشهيد مدثر مع المجاهدين على خطة للمعركة:* يبدأون القتال أولاً، ثم يشارك هو معهم. عندما صعد الأمريكيون إلى “تبة الشهداء” في سنّي خيلو، بدأ المجاهدون بإطلاق النار عليهم من البنادق الإنجليزية. في ذلك الوقت، كان القتال ضد الأمريكيين يتم عادة من مسافة بعيدة، لكن عادل غازي تمكن من الاقتراب منهم بشكل مفاجئ، وألحق بهم خسائر كبيرة.
تعرضه لهجمات متعددة:
بعد هذه المعركة، تعرض منزل الشهيد مدثر لغارات متعددة من قبل القوات الأمريكية. في إحدى المرات، أحرقوا منزله وأتلفوا كل ممتلكاته، مما اضطره إلى نقل عائلته إلى قرية “مجت” في نفس المنطقة.
على الرغم من الصعوبات، استمر الشهيد مدثر في قتاله ضد الغزاة، وتمكن من قتل عدد كبير من الجنود الأمريكيين وعملائهم المحليين. ومع تصاعد الفتنة الخارجيه في بعض مناطق البلاد، نظمت الإمارة الإسلامية وحدات خاصة للتصدي لهم، وكان الشهيد مدثر من بين المجاهدين الذين تم اختيارهم لهذه المهمة.
محاربة الخوارج:
عندما بدأ الخوارج يظهرون في بعض مناطق البلاد، أرسلت الإمارة الإسلامية قوات خاصة للقضاء عليهم. كان الشهيد مدثر متحمسًا للمشاركة في هذه العمليات، رغم مسؤولياته كمدير للاستخبارات في منطقته. ومع ذلك، تم اختياره من بين المجاهدين لقيادة عملية ضد الخوارج في ولاية ننجرهار.
خلال المعركة، تمكن المجاهدون من تطهير المنطقة من الخوارج وقتلهم. وبعد عدة معارك، تمكنوا من السيطرة على “تورة بورة” والمناطق المحيطة بها. كانت المعارك عنيفة، واستمر الشهيد مدثر في القتال بشجاعة حتى اللحظة الأخيرة.
استشهاده:
في التاسع من جدي (1398 هـ.ق)، تعرض الشهيد مدثر لغارة جوية أمريكية في منطقة اله خيلو بجبال وردك. خلال المعركة، قاتل الشهيد ببسالة حتى استُهدف بطائرة مسيرة، حيث استشهد وأصيب جسده بشظايا. نحسبه شهيدًا والله حسيبه.
مسؤولياته:
١- شغل منصب القائد العسكري لمنطقة “تشك” لمدة عامين.
٢- كان واليًا مدنيًا لمدة عام.
٣- وحتى استشهاده، كان مدير استخبارات منطقة “تشك”.