لمحة موجزة عن حياة وبطولات الشهيد سعيد آزاد خان «أتل» تقبّله الله

كان الشهيد الشجاع، المقدام، البطل سعيد آزاد خان «أتل» رحمه الله من الشباب الأشداء، ابن المرحوم نظر آكا وحفيد خدای نظر آكا، وُلد عام ١٣٧٣هـ ش في أسرة متدينة محبة للجهاد في قرية غبركي، مديرية غومل، ولاية پکتیکا.

وقد بدت عليه منذ طفولته علامات الشجاعة والتقوى والشعور الديني من خلال شخصيته وأخلاقه.

لقد كان الشهيد «أتل» اسماً على مسمى، بطلاً حقيقياً، تقيّاً، غيوراً، صاحب إحساس حي، ومجاهداً مخلصاً لصوت الحق. لقد كان متديناً، نشيطاً، حساساً لأمته، وعندما خطى خطواته الأولى في درب الشباب، التحق بصفوف الجهاد والكفاح المشروع تحت قيادة القائد ملا محمد داود «الفت» حفظه الله، ساعيًا لنصرة حكم النظام الإسلامي.

لم يكن لهذه الحياة الفانية أي قيمة عنده، إذ كان أمله الوحيد وأمنيته الكبرى أن تتحرر هذه الأرض المباركة من براثن الاحتلال الكافر، ويُقام فيها نظام إسلامي، وينال هو شرف الشهادة في سبيل ذلك. كان كثيراً ما يقول: «اللهم خلصنا من هذه الابتلاءات والفتن والاختبارات». وقد أسرّ بهذه الأمنية لأحد رفاقه قبل استشهاده بشهر فقط.

لقد كان «أتل» من أكثر أبناء منطقته شجاعة وصبراً، لم يقبل أبداً بوجود الاحتلال الكافر على تراب وطنه، وكان دائماً مستعداً لكل أشكال المقاومة في سبيل الدفاع عن أرضه وعقيدته، ولذلك شارك بنفسه في معظم الكمائن وزرع الألغام والعمليات الهجومية ضد الغزاة في منطقته.

وفي تلك المرحلة، وبعد أن أزعجت الإنجازات المتتالية للمجاهدين قوات الاحتلال، لجأوا إلى حيلة جديدة، فأدخلوا عملاءهم المصنوعين بأيديهم إلى شمال شرق أفغانستان في ولايتي ننغرهار وكونر، وهم «داعش» (خوارج العصر)، ليشغلوا مجاهدي الإمارة الإسلامية بعدة جبهات في آن واحد. ومع هذا الوضع المرهق والصعب، واصل المجاهدون حماية الثغور بكل بطولة، وبدأت تشكيلات الجهاد تتحرك إلى ننغرهار، ولما كان «أتل» تقبّله الله قد نال مكانة خاصة بين المجاهدين، تم اختياره من قِبل أميره ليكون من ضمن التشكيل.

وقد روى حمزة رحمه الله (وهو رفيق تشكيل «أتل» وقد استشهد لاحقاً أيضاً) فقال: «عندما كنت أنا وأتل في طريقنا إلى جلال آباد، كان «أتل» يكتب أسماء الأماكن على الطريق، ويقول لي: أنا أكتب هذه الأسماء حتى لا تضل الطريق إذا عدت من هناك. قلت له: ولماذا تقول ذلك؟ أجابني قائلاً: سأُستشهَد، وستُعيدونني عبر الطريق العام. وفعلاً، حدث الأمر كما توقع. يا لها من فراسة عميقة، ويا لها من شجاعة وإيمان عظيم!»

وما إن وصل إلى ولاية ننغرهار حتى بدأ يهاجم أوكار الخوارج (الدواعش)، فتاهوا في وضح النهار أمام ضربات المجاهدين الذين شنوّوا عليهم هجمات من كل صوب، وطهروا كثيراً من المناطق من دنسهم. وفي النهاية، وفي يوم ٢٧ من شهر رمضان المبارك، التحق شهيدنا بركب الشهداء، نحسبه كذلك والله حسيبه.

مكان وتاريخ استشهاد الشهيد أتـل تقبّله الله:

استُشهد سعيد آزاد خان «أتل» رحمه الله تحت قيادة الشهيد الحاج پير آغا رحمه الله في مواجهة مباشرة مع الدواعش في مديرية شيرزاد بولاية جلال آباد بتاريخ ١/٤/١٣٩٦هـ ش، الموافق لـ ٢٧ رمضان ١٤٣٨هـ.

كرامة ظاهرة بعد استشهاد الشهيد أتـل تقبّله الله:

يقول الشهيد حمزة رحمه الله: «عندما استُشهد «أتل» فوق الجبل أثناء القتال ضد الدواعش، أنزلناه من الجبل ووضعناه مع بقية الشهداء من الشباب في إحدى المدارس، ولقد بقيت عيناه مفتوحتين مضيئتين. فجاء شيخ مسنّ كان أباً لأربعة شهداء، واقترب من الشهيد «أتل» وهو يقول له: «يا شهيد! أغمض عينيك»، فأغمضهما على الفور. لم يكن هذا أمراً بشرياً يمكن تفسيره، بل كان كرامة من الله عز وجل».

لقد كانت أمنية «أتل» أن ترعى الإمارة الإسلامية أيتامهم وتتفقد أسرهم، وقد ترك من بعده بنتين صغيرتين من بقايا صالحات أعماله.

نسأل الله أن يتقبله في عليين، وأن يجمعنا به في مستقر رحمته.

Exit mobile version