منذ بداية الإسلام وحتى العصر الحديث، ضحّى أعلام الأمة بحياتهم في سبيل إقامة الدين الإسلامي. واستمرت هذه المسيرة المشرفة التي زُيّنت بدماء آلاف الشجعان الذين قدموا أرواحهم حبًا للدين. ومن بين هؤلاء الشهداء العظماء كان الشهيد المهندس ولي الرحمن ريحان.
ميلاده ونشأته:
ولد الشهيد ولي الرحمن ريحان عام 1371 هـ ش في قرية بلند بابا خيلو بمديرية جغتو في ولاية ميدان وردك، في عائلة الحاج عبدالقدير.
التعليم:
بدأ الشهيد تعليمه الديني الأساسي في مسجد قريته تحت إشراف مولوي حبيب الرحمن حماد. بالتوازي، التحق بمدرسة غازي محمد جان خان الثانوية حيث درس العلوم العصرية.
بعد تخرجه، اجتاز امتحان القبول الجامعي والتحق بكلية الهندسة، قسم الطاقة، في جامعة قندهار. وخلال فترة دراسته الجامعية، انخرط في الجهاد ضد الغزاة الأمريكيين والعملاء المحليين والجماعات الفاسدة.
بداية الجهاد:
كان الشهيد يطمح لنيل الشهادة في سبيل الله، فكان يستغل عطلاته الجامعية للالتحاق بالمجاهدين والمشاركة في المعارك ضد الأعداء. وخلال هذه الفترة، أثبت كفاءته الجهادية عبر توجيه خسائر كبيرة للعدو في الأرواح والممتلكات.
شارك في عمليات هجومية وعصابات قتالية في مديريات جغتو، تشك، سيد آباد، وجلجه بولاية وردك. وحاز على ثقة المسؤولين كونه مجاهدًا شجاعًا ومخلصًا. ولكن في ظل تصاعد الهجمات الليلية من القوات الأمريكية والعملاء المحليين مثل وحدتي “01” و”02″، ترك دراسته الجامعية ليتفرغ بالكامل للجهاد.
نشاطه الجهادي في ننجرهار:
انضم الشهيد إلى صفوف الإمارة الإسلامية لمكافحة فتنة تنظيم داعش في ولاية ننجرهار. لمدة تزيد عن ستة أشهر، قاد عمليات ناجحة بالتعاون مع مجاهدي وردك لتطهير المناطق من سيطرة الدواعش.
الشهادة:
نال الشهيد مقام الشهادة في 24 دلو 1399 هـ ش خلال معركة مباشرة ضد تنظيم داعش في منطقة زاوه بمديرية شيرزاد في ولاية ننجرهار. أصيب أولًا برصاص العدو، ثم استُهدف بغارة بطائرة مسيّرة أمريكية، ليحقق أمنيته بالشهادة في سبيل الله.
مواقف تُذكر:
حادثة استشهاده تُعد مثالًا حيًا على التعاون بين الأمريكيين وتنظيم داعش، حيث أصيب أولًا في المعركة ضد الدواعش، ثم قُتل بغارة أمريكية.
كان الشهيد معروفًا بالتقوى والأخلاق الحميدة، يحظى باحترام واسع بين أهله. كان مبتسمًا دائمًا ويُعد نموذجًا للاتحاد والطاعة بين المجاهدين.
إنجازاته في محاربة النظام السابق:
في ولاية غزني، قاد عمليات ضد قوات النظام القمعية التي أذاقت الشعب ويلات الظلم، ونجح في تصفية العديد من الجنود المتورطين في الجرائم. كما تصدى للعديد من العمليات الليلية والهجمات الشرسة حتى نال الشهادة، ثابتًا على طريق الجهاد حتى اللحظة الأخيرة.