كيف عرقل داعش أمام الجهاد العالمي المنتصر؟!

#image_title

 

الجزء الثانی

الكاتب: ذو الكفل ذكي

 

عيّنت قيادة تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين بعد استشهاد أبو مصعب الزرقاوي أبا حمزة قائدا على مجاهدي العراق، لكن فجأة تم إقالته وتعیین أبي بكر البغدادي قائدا للجبهة العراقية مکانه، بينما كان البغدادي عضوا عاديا في التنظیم، وتحیّر، ودهش الجميع لهذا التغيير.

 

ثمّ تفاجأ الجميع بعد تعيين أبي بكر البغدادي بتغيير اسم التنظيم إلى”دولة العراق الإسلامية”، بينما الجمیع کانوا یجاهدون قبل هذا تحت اسم قاعدة الجهاد.

بدأ البعثيون السابقون وهم فلول من جيش صدام حسين السابق، وتغلب عليهم الفكرة الشيوعية ينضمون إلى التنظيم بعد تغير الإسم، والغريب أن أبا بكر البغدادي وكّل شؤون الحرب إلى هؤلاء الجنرالات البعثيين الجدد، وبذلك هیأت لهم فرصة للانتقام من شعبهم والمجاهدين.

 

هكذا تم إبعاد قادة تنظيم قاعدة الجهاد الذين أمضوا حياتهم كلها في الجهاد والهجرة والعلم عن المناصب العلیا في الحركة، وشمّر الأعضاء الجدد في التنظيم سواعدهم لاعتقال قادة المجاهدين واستشهادهم، وعیّنوا جنرالات بعثيين مكانهم في مناصب عليا.

 

بعد ما نصب أبو بكر البغدادي نفسه خليفةً وأميرا للمؤمنين؛ بدأت الخوارج الدواعش يتطوّرون من مرحلة إلى مرحلة، ووصلت هتافات خلافتهم إلى كل أنحاء العالم، وبدؤوا في تجنید الشباب إلى تنظیمهم على المستوى الدولي، ولِما أن الدواعش كان لديهم ناشطون ومدربون خبراء في مجال الإعلام والدعاية، استطاعوا في فترة زمنية قصيرة جدًا أن يستجلبوا إلى خلافتهم الباطلة عددا كبيرا من الشباب والمراهقين من جميع أنحاء العالم إلى العراق، ولما أعلنوا خلافتهم أصبحت دولتهم محور تركيز وسائل الإعلام الدولية.

 

لكن لا ننس أن الأنظمة الاستبدادية كانت تحكم على الخوارج وتتحكم فيهم في جميع هذه المراحل، كما هو شأن سائر الحكومات في العالم الإسلامي، وکان المسلمون كرهوهم في العراق والشام وتضايقوا بسلوكهم وغلوهم وتطرفهم، رغم أن المسلمين المضطهدين في البلدين كانوا يحلمون إقامة خلافة حقيقية وصالحة.

 

قامت الخوارج بنشر اصدارات وفيديوهات خلابة من عملياتهم على التوالي، سحرت أعين الشباب وأبصارهم في أنحاء العالم، لذلك توجه الكثيرون من شباب الأمة من جميع أنحاء العالم إلی العراق، وتركوا حياتهم الجميلة وأهلهم وأطفالهم يحلمون إقامة الخلافة الإسلامية، لكنهم لم يكونوا یعرفون أنهم سوف یتورطون في فتنة كبيرة.

طلحه قندوزي
Exit mobile version