داعش؛ جماعة تسعى إلى البربرية والوحشية

أحمد الخراساني

#image_title

في الوقت الذي غرق فيه العالم أجمع في الظلم والظلام، عملت جماعة داعش على رمي الحطب في هذه الألعاب النارية البشرية وتأجيج النيران، وليس في قاموس هذه الجماعة المتطرفة ومفرداتها سوى الرعب والعنف.

إن معتقدات أعضاء هذه الجماعة تقوم على إثارة الخوف ونشر الرعب، وفهمهم للتعايش أمر لا يفكرون فيه مطلقًا، إن نظرية ووجهة نظر ومذهب هذه الجماعة، في كل خطة وبلد أنهم ينظرون أولاً إلى وحشية وهمجية هذا أو ذاك من الأعمال كمصدر للخوف، ومن ثم يفكرون في كيفية تنفيذها.

يوجد في كل فكر من أفكار هذه الجماعة إرهاب في العالم، وإيمانهم بالوجود والحياة مرتبط بالإرهاب والرعب، وإذا ألقينا نظرة تاريخية على ماضي وحاضر هذه الجماعة، فسوف نجد أن ما ورد ذكره في هذه المقالة القصيرة كله مستند إلى الواقع وليس هناك أدنى تناقض فيه.

والحقيقة أن هذه هي الخطط التي نفذوها، ولكن الكثير من الخطط الإرهابية التي نفذوها لم يتم الكشف عنها لوسائل الإعلام العالمية، والتي ظلت مخفية ومخبأة حتى الآن، وإذا تم الكشف عنها يومًا ما، فسوف يرى العالم الوجه الحقيقي لهذه المجموعة.

لقد ساد في تاريخ هذه الحركة قدر عظيم من الرعب والدمار حتى شمل كل شيء، ولا نجد في أي جزء منها دعوة إلى السلام أو دعوة إلى التعايش.

لقد فتحوا باب الفتنة والانقسام على المسلمين، وأثاروا البعض ضد بعضهم، ودمروا وأبادوا الوحدة التي هي جوهر الأمة الإسلامية، وهي الوحدة التي يعتمد عليها جوهر الأمة، وإن هذه المجموعة حاولت دوما لتدميرها وتفكيكها.

إنّ الجماعة التي جعلت العنف أولوية برامجها وأعمالها الإرهابية، والنهج الذي تتبعه الآن تجاه العالم يعتمد على نفس هذه الأيديولوجية، وهي أيديولوجية لم يعد لها أي ناصر ومعين في العالم، والكلمة الأولى والأخيرة في هذه الجماعة للأنانية.

لم تفكر أي جماعة في تاريخ العالم قط مثل هذه الجماعة بأن تدعي بأنني هي الجماعة الوحيدة في العالم والتي تفكر في الحقيقة وغيري لم تحقق ولن تحقق شيئاً أبداً، فلا يوجد في أفكار هذه الحركة ما يسمى بالتسامح والعفو والأمور الاجتماعية، ففكرة التسامح هي فكرة إنسانية، وليست مجرد فكرة عابرة، وإن التغلب على كل شيء يشغل تفكير هؤلاء وعقولهم بالكامل، وأشغلت وجودهم تماما.

كلما ذكر موضوع النظام والحكومة لدى هؤلاء تتبادر إلى أذهانهم نظرية وفكرة القوة والاعتماد على العنف.

إن فكرة من يؤمن بأفكار داعش هو أن العالم يجب أن يحكم من خلال نشر الإرهاب، في حين أن هذه الفكرة تتعارض بشكل واضح مع معتقدات النظام الإسلامي.

وإذا نظرنا إلى تاريخ والحكومات الإسلامية عبر التاريخ فإننا نجد أن هذه الحركة سارت على خلاف تلك العقائد وما زالت مستمرة في مسيرتها.

في الحقيقة، وجود هذه التناقضات بحد ذاته يشير إلى أن هذه الحركة وهذه المجموعة تأخذ أفكارها من الأجانب، وهي حركة ليس لها سلطة على برامجها وكل سلطتها بأيدي الآخرين، وهذه المجموعة أشبه بـ حركة مرتزقة تنظر إلى هذا وذاك.

ابو صارم
Exit mobile version