تحليلات خيالية من عميلة فاشلة!

عبدان صافي

في هذا العالم، هناك أنواع متعددة من الناس، لكن هناك فئة خاصة لا يُرجى منها خير، ولا تبذل جهدًا حقيقيًا للوصول إلى النجاح، بل تحاول أن تخلق لنفسها ظلًا بحجم الجبال تحت ضوء الآخرين. هؤلاء لا يعرفون سُلّم النجاح القائم على الجهد والإخلاص والاستمرارية، لكنهم خاضعون لرغبة الظهور والمظاهر، فيسلكون سُبلاً تتصادم مع الحقيقة والكرامة.

هؤلاء غالبًا ما يلقون باللوم في فشلهم على نجاح الآخرين. في قلوبهم فراغ دائم يُملأ بالحسد والحرمان والعقد النفسية. وعندما يعجزون عن تحقيق شيء لأنفسهم، يلجؤون إلى تشويه إنجازات الآخرين، يختلقون الأكاذيب، ينشرون الشائعات، ويقنعون أنفسهم بعبارة: “أنا أيضًا مهم!”

من هذه الفئة، سارة آدامز، العميلة السابقة في وكالة الاستخبارات المركزية (CIA)، التي ليس لها في مسيرتها المهنية ما تفخر به، لكنها مع ذلك لا تخجل من نشر معلومات مغلوطة على وسائل التواصل الاجتماعي حول العمليات الناجحة التي نفذها الإمارة الإسلامية في أفغانستان ضد تنظيم داعش.

في السابق، ثبت كذب كل ادعاء أو تصريح لسارة آدامز حول الإمارة الإسلامية، لكنها لا تشعر بأي خجل من أكاذيبها، بل تطلّ علينا كل يوم بحزمة جديدة من الأوهام.

في الليلة قبل الماضية، نفذت الاستخبارات التابعة للإمارة الإسلامية سلسلة من العمليات الناجحة ضد داعش في كابل، تم فيها تدمير مصنع للمتفجرات وقتل اثنين من قادة التنظيم، لكن هذه المرأة ادعت أن العملية كانت مزيفة، وأن الموقع المستهدف كان أصلاً تحت سيطرة “طالبان”، ونسجت حول ذلك قصة خيالية.

قبل ذلك، كانت قد نشرت عدة ادعاءات مماثلة تحت عناوين مثل “اليوم الأول، اليوم الثاني، اليوم الثالث…”، نسبت فيها بعض الحوادث ذات الطابع الشخصي أو الجرمي لتنظيم داعش، رغم أن لا علاقة له بها، وكلها كانت محض أكاذيب.

ادعاؤها الأخير الغبي يكشف عن حالتها الذهنية بوضوح، ويبدو أن مسيرتها المهنية بالكامل قائمة على الأكاذيب والعمليات الوهمية.

السؤال هنا: هل يُعقل في هذا العصر المتقدم أن يُقدم أحد على الإشارة إلى منزله أو مكتبه كمخبأ لداعش، دون أن يُكشف كذبه في غضون ساعات؟ أليس هذا دليلًا على اضطرابها العقلي ومرضها النفسي؟

سارة آدامز زعمت أن المنزل الذي داهمته قوات الاستخبارات هو مقر وحدة “ذو الفقار”، وهو كذب محض لا أساس له، بل محض خيال وافتراء.

الإمارة الإسلامية في أفغانستان تعتبر تنظيم داعش عدوًا للإسلام ولشعب أفغانستان، ولذلك تتعامل معه بكل جدية وحزم. هذه الحرب لم تبدأ مع عودة الإمارة الثانية إلى الحكم، بل كانت قائمة قبلها، والإمارة الإسلامية هي التي تصدت لهذا الفتنة وقضت عليها من جذورها في البلاد. واليوم، كلما رفع هذا الفتنة رأسه، يتم سحقه على الفور في نفس الموضع.

خلال العمليات الناجحة التي نفذتها قوات الإمارة الإسلامية ضد داعش، تم قتل المئات من عناصر هذا التنظيم، واعتقال المئات، وفرّ كثير منهم إلى البلدان المجاورة بحثًا عن ملاذات آمنة.

نجاح الإمارة في مكافحة داعش لم يعترف به فقط جيران أفغانستان، بل حتى بعض معارضيها، بل وحتى وكالة الاستخبارات المركزية (CIA) نفسها، التي كانت سارة آدامز تعمل فيها سابقًا.

فهل أصبحت هذه المرأة أكثر فهمًا من وكالتها السابقة التي اعترفت بإنجازات الإمارة ضد داعش، بينما هي تنكرها؟

الإمارة الإسلامية لا تنفذ قراراتها بناءً على تعليمات من أحد، بل انطلاقًا من مصلحة وطنها ودينها وشعبها. حربها ضد داعش تهدف إلى اجتثاث فتنة خطيرة، وحماية الناس من شرها.

وكما كانت عمليات الليالي السابقة، فإن عملية الليلة قبل الماضية كانت خطوة شجاعة وناجحة في سبيل الأمن والاستقرار، لا تحتاج إلى تزييف أو كذب، لأن كل تفاصيلها موثقة بالأدلة والشهادات.

ادعاءات سارة آدامز الكاذبة تشير إلى أنها وأمثالها يدعمون داعش من خلف الستار، ويسعون لتضخيمه في الإعلام لتحقيق مصالحهم، لأنهم إن لم يروجوا لداعش إعلاميًا أو يشككوا في العمليات ضده، فإنهم يفقدون قيمتهم، فيلجؤون إلى هذا الترويج بدافع الحفاظ على دورهم الوظيفي.

نوجه رسالة لهؤلاء: لقد هُزمتم من قبل أمام إيمان الأفغان وعزيمتهم وحبهم للحق، واليوم أيضًا، لن تكسبوا شيئًا من أكاذيبكم ودعايتكم الزائفة، وسننتصر عليكم في هذا الميدان أيضًا بقوة الحق والصدق والإيمان. إن شاء الله.

Exit mobile version