استراتيجية تطوير داعش واستخدامها ضد الأوساط الدينية

#image_title

 

بقلم: عمر شهيد

 

تم إنشاء مشروع داعش على يد القوى المعادية للإسلام لتشويه سمعة الإسلام، وتدمير الإجماع الجهادي، واشتغال الحركات الجهادية بعضها ببعض، ومهاجمة المسلمين من الخلف، وتدمير ثقة المسلمين في أسلافهم وقادتهم.

واستخدمت القوى المعادية للإسلام هذا المشروع في العراق وسوريا وليبيا واليمن والصومال وأفغانستان والقارة الأفريقية، بحيث استولت الآن على هذا المشروع منظمات استخباراتية تابعة للقوى المعادية للإسلام، وإن فرع داعش خراسان، الذي تم اختراعه لوضع العراقيل في طريق الجهاد ضد المحتلين وعملائهم في أفغانستان، لم يحقق النتيجة المرجوة، وقد تعرض لضرب مبرح قبل وبعد حكم النظام الإسلامي في أفغانستان، والآن تم نقل مراكزها إلى بلوشستان حيث يمهد الطريق لهم لإنشاء ملاذات آمنة، ويتم التسامح والتغاضي عن أنشطتهم من قبل الأجهزة الاستخبارية ووكلاء القوى المعادية للإسلام، وهم يحاولون بشكل غير مباشر بسط نفوذ هذا المشروع على كافة القبائل، ليمكن استخدامها ضد أي شخص يستخدم مواهبه وطاقاته في باكستان لحماية الأماكن والشعائر المقدسة والمراكز الدينية والثقافة الإسلامية.

 

ومن بين الأهداف الأساسية لمشروع داعش العلماء والمدارس المرتبطة بالفكرة الديوبندية. كما أن جمعية علماء الإسلام التي تحظى بدعم معظم علماء الديوبندية في باكستان، هي واحدة من الأهداف الأولى لداعش، وكانت جمعية علماء الإسلام هي المنظمة الوحيدة التي دعمت الجهاد ضد المحتلين في السنوات العشرين الماضية، اتجهت داعش الآن إلى عمليات القتل الغامضة والموجهة لعلماء الدين والشخصيات البارزة في جمعية علماء الإسلام بعد الهجمات الوحشية والدموية على تجمعاتهم في باجور وبلوشستان في الأشهر القليلة الماضية، والتي استشهد فيها المئات من علماء الدين وطلاب المدارس وعامة المسلمين.

 

الهجوم على مولوي ميرزا جان، الزعيم السابق لجمعية علماء الإسلام في جنوب وزيرستان وأحد العلماء المحليين، هو أحدث هجوم لداعش وقد استشهد هذا العالم في هذا الهجوم الذي يدل على أن هناك تخطيطا لتمديد نفوذ داعش شيئاً فشيئاً في مناطق القبائل، وكل من يرتبط بالفكر الديوبندي ويرفع شعار تطبيق الشريعة سيتم إدراجه في قائمة أهداف مشروع داعش.

ومن المعلومات التي حصلت عليها “المرصاد” من مصادرها، يتبين أن انتشار نفوذ داعش واستهداف علماء الدين المرتبطين بالفكر الديوبندي على أيديهم، هي الاستراتيجية الجديدة لقوى الإسلام المعادية، ويريدون تنفيذ هذا المشروع من خلال منظماتهم العميلة، وعلى رأسها فرع خراسان لتنظيم داعش الذي تم نقل مقره إلى بلوشستان حيث منح السلطة والحرية في تلك المناطق، وقد يتم شن المزيد من الهجمات على العلماء والمدارس والجماعات ذات التوجه الديوبندي في المستقبل القريب وفقا لهذه الاستراتيجية.

لهذا ينبغي على العلماء والطلاب والمنتمين إلى الفكر الديوبندي ومدارسهم أن ينتبهوا إلى المؤامرة الجديدة، وأن يقوموا بعمل فكري ودعوي لتدمير مشروع داعش، وأن يبادروا إلى توعية العامة في هذا المجال.

طلحه قندوزي
Exit mobile version