الخوارج جماعة ظهرت في القرن الأول الهجري، ومع مرور الزمن بدأت تظهر في أماكن مختلفة من العالم الإسلامي. هذه الجماعة انحرفت عن المسار الحقيقي للإسلام، وانشغلت بتكفير المسلمين وقتلهم. وقد وردت فيهم أحاديث نبوية كثيرة، ووصفتهم ليس فقط بأنهم “كلاب أهل النار”، بل وذُكر أنهم أسوأ من البهائم.
وإن كانت تلك الجماعات التاريخية من الخوارج قد زالت، فإن لدينا أدلة واضحة من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم تدل على أن هذه الفئة ستظهر في كل عصر من عصور الإسلام. وبالنظر إلى جرائم داعش ووحشيتهم، ومقارنتها بتفصيلات الأحاديث النبوية عن الخوارج، نصل إلى نتيجة واضحة: داعش هم خوارج هذا العصر، وأتباعهم منحرفون، والقتال ضدهم واجب.
ومن المهم التنبيه إلى أن مبايعة “البغدادي” كانت عملاً باطلاً ومحظوراً شرعاً، ويجب علينا أن نوضح هذا الأمر. فمهما سُمّيت هذه الجماعة بدولة، فهي من منظور الشريعة ليست دولة، وادعاؤها بالانتماء إلى الإسلام باطل تماماً، بل لا علاقة لها بالإسلام من قريب أو بعيد.
تستغل داعش اسم الإسلام وصورة الجهاد الخيالية من أجل تجنيد الشباب وخداع المسلمين حول العالم، ممن يحلمون – من الصين إلى أتلانتا – بتأسيس دولة تحفظ مصالحهم. لكن هل يجهل أتباع داعش أن تنفيذ هذا المشروع مستحيل؟
بلى، إنه مستحيل تماماً، لأنهم يعيشون في عالم من الأوهام والتصورات الخاطئة، ويظنون أن أفعالهم الإجرامية ستمكنهم من الظهور كفاتحين، ولهذا يشعرون بالفرح عند ارتكاب الجرائم وزرع الفوضى في كل منطقة دينية.
إنهم يسعون من خلال صدامهم مع العالم إلى هدف رئيسي يجب ألا نسمح بتحققه أبداً، وهو: إثارة الغرب ضد العالم الإسلامي، لتبرير حروبهم وإضفاء الشرعية على جرائمهم، وفي الوقت ذاته تشجيع بعض المسلمين الغافلين على دعم هذه العقيدة المفسدة والانضمام إليها.