لطالما كانت ذاكرة التاريخ مثقلة بالمآسي والفظائع التي ارتكبها الإنسان بحق الإنسان، ولم تأتِ بها كائنات من عالم آخر. غير أن التاريخ في هذه المرة سجّل وحشية جديدة تُضاف إلى سجل همجياته.
لقد شهد العالم بأسره، لا سيما العالم العربي، موجات من الصراعات والاضطرابات؛ لكنه لم يعرف جماعة متوحشة كما عرف داعش – الخوارج الذين لا يُنسون – والذين ظهروا باسم الإسلام للأسف. وقد بسط هذا الحدث التاريخي المؤلم ظلاله كذلك على أفغانستان، وظهر فيها بوجه أقلق كل إنسان عاقل.
تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” (ISIL)، المعروف أيضًا باسم “داعش” (ISIS)، هو جماعة متطرفة تتبنى الفكر الوهابي/السلفي.
وقد تأسس هذا التنظيم بقيادة عرب سنة من العراق وسوريا، وبحلول مارس 2015، كان قد فرض سيطرته على أراضٍ يعيش فيها نحو عشرة ملايين نسمة في العراق وسوريا.
كذلك، وبالتعاون مع جماعات محلية موالية له، فرض نفوذه في مناطق محدودة من ليبيا، نيجيريا، وأفغانستان. كما له أنشطة وتحالفات في مناطق أخرى، خصوصًا شمال إفريقيا وجنوب آسيا.
في 29 يونيو 2014، أعلن داعش نفسه “دولة إسلامية” وخلافة عالمية، وعيّن “أبو بكر البغدادي” خليفة لها، وغيّر اسمه رسميًا إلى “الدولة الإسلامية”.
وبصفته خلافة، زعم هذا التنظيم امتلاك السلطة الدينية والسياسية والعسكرية على جميع المسلمين، مدّعيًا أن شرعية جميع الأمراء والحكومات والجماعات الأخرى تزول بمجرد توسّع “دولته” ووصول قواتها إلى أراضيهم.
وقد حمّلت الأمم المتحدة هذا التنظيم مسؤولية انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان وارتكاب جرائم حرب، فيما أكد تقرير لمنظمة العفو الدولية أنه يرتكب “تطهيرًا عرقيًا على نطاق تاريخي”.
وقد صنّفت العديد من الدول هذه الجماعة على أنها منظمة إرهابية، ويشارك أكثر من 60 بلدًا، بشكل مباشر أو غير مباشر، في الحرب ضد “داعش”.