داعش: تشويه الخلافة!

عزير عازم

#image_title

إن الاحتلال المعاصر، المزود بالتكنولوجيا الحديثة، والإمكانات المادية، وجميع وسائل الحرب الفكرية والباردة، قد أحكم قبضته على الدول الإسلامية، كأفعى شرسة تلتف حولها، ولديه خطط تمتد لنصف قرن أو حتى قرن كامل، بهدف نهب القيم المعنوية التي جعلت هذه الأمة متفوقة عبر التاريخ وأنقذتها من عبودية الإنسان ومن الوقوع في شراك القوانين الوضعية.

 

للأسف، نُفذت هذه الخطط المشؤومة بدعم من الكنيسة والشركات اليهودية الكبرى، باستخدام زعماء مسلمين مزيفين تمت صناعتهم من خلال وسائل إعلامهم الدعائية، ليتمتعوا بشعبية زائفة بين مواطنيهم، بينما كانوا في الخفاء عملاء خاضعين للحساب والمراقبة، مع تهديدهم بالانقلابات والاحتجاجات في حال فشل خططهم أو خروجهم عن الطاعة.

 

ربما تكون أبرز الأمثلة المعاصرة هي الإطاحة بالرئيس المصري السابق محمد مرسي واستشهاده على يد الجيش المصري بقيادة عبد الفتاح السيسي، بدعم من الغرب.

 

إلى جانب هؤلاء القادة، ظهر أيضًا زعماء درسوا في الجامعات الأمريكية وتخرجوا من كليات القانون والإدارة والعلاقات الدولية، فتم تجريدهم من هويتهم الفكرية، وجُلبوا لتطبيق هذه المشاريع الاستخباراتية والاستعمارية.

 

وجه آخر لهذه الخطط الشريرة كان يتمثل في الجماعات التكفيرية والخوارج التي دعمتها أجهزة الاستخبارات الغربية، والتي تمردت على الأنظمة الإسلامية النقية عبر التاريخ. أبرز هذه الجماعات في العصر الحديث كانت داعش في العراق وسوريا، التي دعمتها الاستخبارات الأمريكية.

 

بدعم من الاستخبارات الأمريكية، استهدفت داعش القيم الإسلامية والمساجد والشعائر والعلماء الحقيقيين، وخلفت وراءها أعمالها التجارية الخاصة، وتجارة الجنس، ونهب الآثار التاريخية، والعديد من الأفعال الشنيعة التي توثقها اليوم شبكاتهم الدعائية على يوتيوب.

 

الخلافة والخليفة

 

هذه النقطة هي لب الموضوع، حيث استغلت داعش الخوارج هذه المفاهيم النبيلة بشكل سيء. فكل إنسان هو خليفة الله على الأرض، والخلافة الحقيقية تزيل الحدود بين الدول الإسلامية، ليكون الإسلام هو الحدود الوحيد.

 

لكن الغزاة الغربيين، لإحباط المسلمين من تحقيق هذا الهدف النبيل، أنشأوا داعش أولًا في العراق وسوريا تحت مسمى “الدولة الإسلامية”، ثم في أفغانستان لتقويض تهديد الإمارة الإسلامية الحقيقية.

 

داعش، تحت شعار الخلافة، تنفذ الأهداف الاستعمارية، وتزرع الفرقة بين المسلمين، حتى يكرهون الخلافة والخليفة لدرجة التوبة عن طلبها، وهو الهدف الرئيسي للغزاة.

 

تتكون صفوف الخوارج في خراسان من شخصيات بغيضة منبوذة من المجتمع، لجأت إلى الاستعمار طلبًا للسلطة والفرص، لكنهم، بإذن الله، لن يحققوا طموحاتهم الشريرة.

 

كثير من الشباب الذين انضموا إلى صفوف الخوارج تم خداعهم بوعود كاذبة من قادتهم المقنعين، الذين نهبوا ثروات الناس، وانتهكوا كرامتهم، وارتكبوا فظائع باسم الخلافة، مما يجعل البشرية تخجل من تذكرها.

Exit mobile version