عند ما ننظر لتصرفات تنظيم داعش وسلوك إسرائيل الوحشي بإنصاف وتحليل نصل إلى نتيجة بأن هذين الكيانين ما هما إلا وجهان لعملة واحدة؛ فالرعب والإرهاب يشكلان جوهر فكر كلا الكيانين، ويستخدم كل منهما أي وسيلة ممكنة للقضاء على خصومهما، دون اكتراث لأي قانون أو مبدأ.
في الحقيقة، فإن تنظيم داعش هو وليد للفكر الصهيوني الإسرائيلي، ذلك الفكر الذي يسعى بشكل استراتيجي وممنهج للقضاء على الأهداف الإسلامية والحركات الجهادية، فإسرائيل تلك الغدة السرطانية المزروعة في قلب الشرق الأوسط، تشكل خطراً ممتداً وعميقاً، وقد أنشأت لنفسها أوكاراً في كل أرض وبلد.
ففي بعض البلدان تظهر تحت مسميات وشعارات مختلفة، وفي البعض الآخر تتجلى بلباس “داعش”، وتسعى بكل طاقتها لتنفيذ مخططاتها الخبيثة.
لا أحد يشك في طبيعة العلاقة بين داعش وإسرائيل، فالأهداف الخفية لكل منهما واحدة، وكل خططهم وبرامجهم لغاية واحدة: وهي فرض سيطرة يهودية على العالم.
وإذا تأملنا جذور الفكر المنحرف لهذا التنظيم، الذي يطلق على نفسه اسم “الدولة الإسلامية”، نجد أنه في الحقيقة تجسيد لهدف من أهداف إسرائيل في المنطقة، وتعامل داعش مع الدول المعادية لإسرائيل، فهو واضح، إن نظرنا إلى نشأة هذا التنظيم فيظهر بأن هذا التنظيم منذ نشأته كان يسير وفق خطط إسرائيلية مدعومة من قوى الاستكبار العالمي.
إن الرؤية الإسرائيلية لفرض السيطرة التامة على الشرق الأوسط عميقة جداً، ولا تسمح بوجود أي قوة تواجهها، فجهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد) هو من يخطط لجميع برامج وأهداف داعش، في الدول التي تعادي إسرائيل.
وقد أصبح دور الموساد إعطاء برامج واضح، بحيث أن داعش لا يخطو خطوة واحدة إلا بخطط من الموساد، فداعش التي هو من إنتاج استخبارات إسرائيل_موساد_ يضمن وجوده من خلال تنفيذ مخططات إسرائيل، وتوجد العديد من البرامج المشتركة والقواسم المشتركة بين أهداف إسرائيل وداعش.
كانت إسرائيل منخرطا في مواجهة مختلف الحركات الجهادية في فلسطين، ووصلت إلى نتيجة بأن المواجهة المباشرة لن تغير طريق المجاهدين، لذلك غيرت من استراتيجيتها، وبدأت بتشكيل حركات جهادية زائفة باسم الإسلام، لتشويه صورة الجهاد وإثارة الشكوك في نفوس المجاهدين تجاه قياداتهم، وذلك بهدف تحريف مسار الجهاد والمقاومة.
لكن عليهم أن يوقنوا بأن هذا الطريق لن يخلو أبداً من سالكيه، وأن مخططاتهم الشيطانية وبرامجهم الخبيثة لن تؤثر أبداً في هذا المسار المقدس والدائم.
لقد حاول تنظيم داعش، من خلال سلوكه السلبي وانعكاساته العالمية، أن يُقنع العالم بادعاءات إسرائيل، وقد أثار رعب داعش وإرهابه ضجة كبيرة على مستوى العالم، بحيث غيرت فكرة كثير من الناس تجاه الحركات الجهادية الإسلامية.
لكنها من سنة الله، أن الباطل لا يمكن أن يظل مسيطراً على العالم طويلاً، فعندما كُشفت الأهداف الاستخباراتية لداعش وطريقة استخدامه كأداة، تبيّن للعالم أن هذا التنظيم لا يبتعد فقط عن التعاليم الإسلامية، بل هو قريب ومتناغم مع الأهداف الاستخباراتية للموساد.
إن المصالح المشتركة والقواسم بين داعش وإسرائيل في العالم كثيرة جداً إلى درجة لا تدع مجالاً للشك في إفتراقهما، وفي عالم اليوم، حيث تسعى القوى العالمية إلى بناء إمبراطوريات وفرض نظام أحادي القطب، فإن وجود أدوات مثل داعش ضروري لهم.
وأما إسرائيل، التي تطمح إلى السيطرة على الشرق الأوسط، فلا بد لها أن تملك أدوات مثل داعش لتستخدمها في تمهيد الطريق أمام تحقيق أهدافها.