مزايا النظام الإسلامي!

وليد ويار

إن الإسلام هو آخر الأديان السماوية وأكملها، دين راعى جميع حاجات الإنسان، وشمل كافة جوانب حياة أتباعه ورفاهيتهم، وقد أثبت هذا بعد مرور العصور وتبدل الأحوال التاريخية.

يمتلك النظام الإسلامي، القائم على حقائق الإسلام وثوابته، رؤية واضحة لتنظيم الفرد والمجتمع، ويحدد الحقوق والواجبات والمسؤوليات بدقّة،فإن تمسك المسلمون به بإخلاص ووعي وروح صادقة، نالوا من خلاله مقام العزّة والكرامة والمكانة الرفيعة.

لقد كان سرّ نجاح المسلمين وعلوّهم عبر التاريخ، أنهم خضعوا لنظام لا يخضع لقوانين وأهواء البشر، ولا يتأثر بسلطاتهم، نظام لا يعرف التبعية ولا الذل، وإنما يدعو إلى التوجّه الخالص للربّ الواحد، ويغرس في النفس صلةً صادقةً بخالقها، فيعتقد أن العزّة والذل بيد الله وحده.

وحين دخلت أوروبا في ظلام العصور الوسطى من القرن السادس إلى القرن السادس عشر،يبدأ تاريخ فظائع الكنيسة والساسة الدينيين، فيسقط الناس في مستنقع الجهل والكفر المتطرّف، وتُفرض عليهم أفكار منحرفة لدينٍ محرّف، ويقوم البابوات ببيع تذاكر الجنّة والنار لرعاياهم مقابل المال، وفي المقابل استمرت فترات مجد التاريخ والحضارة الإسلامية، وحقق مسلمو العالم تجارب عظيمة في المعرفة والعلم والثقافة في إطار النظام الإسلامي، واستمرت المدارس والتعليم العالي، وكان السلام والأمان يسودان جميع أنحاء البلاد؛ لأن المسلمين جعلوا أنفسهم حقا خاضعين للإسلام والنظام الإسلامي.

والحقيقة أن النظام الإسلامي الذي بني على أركان الإسلام الخمسة الأساسية والتعاليم القرآنية النبوية، هو القادر على العمل والبقاء في بلاد الإسلام، وأما الأنظمة الاستعمارية والسلطوية الأخرى فقد تبقى لفترة وجيزة، لكنها سرعان ما تسقط في هاوية الانحدار والانهيار، أو تستمر في الحكم تحت إشراف أو دعم قوة كبرى أو احتلالها.

بالنظر إلى التجارب التاريخية، يتمتع الناس في النظام الإسلامي بمزايا عديدة، نذكر بعضها فيما يلي بإيجاز:

السلام والأمان:

إذا نظرنا إلى المعنى اللغوي لكلمة لإسلام المباركة نفسها، نجد أنها تعني الأمن والرخاء والطمأنينة، وأن رسالتها الأولى للبشر أن اعتناق هذا الدين يُبني جدارا من السلام والأمن حول كل مسلم، وينال شرف العيش تحت سقف يكفله الخالق عز وجل، فيكون موته وحياته بشرف وكرامة.

تُنفق العديد من الأنظمة المعاصرة الجزء الأكبر من ميزانياتها على قضايا الأمن والدفاع والسلام. بل إن البعض بنى جيشًا كاملًا لهذا الهدف، حيث يسود في تلك البلاد الشعور بالعداء والبغضاء. لكن النظام الإسلامي يعد أتباعه بالسلام والأمن، فلا يظلم أحد أحدًا، ولا يُدفع أحد نحو الظلم أو الاستعباد.

الحرية الحقيقية:

يصعب تأسيس نظام يتمتع الناس في ظله بالحرية الحقيقية في عالم اليوم. فقد فقدت معظم الدول حريتها في إطار اتفاقيات أو تحالفات دولية، أو تخضع للتمويل المالي والعسكري، أو تمر بتجارب مريرة ومتكررة من الحكم الوراثي لعائلات معينة. لكن الحرية الحقيقية تكمن في الإسلام؛ لأنه ليس نظامًا من صنع العبيد. فالطاعة المطلقة لا تُعتبر إلا لله الذي خلق الإنسان ووهب له نظامًا مثاليًا لإدارة الحياة والشؤون، مع مراعاة خصائصه وطبيعته البشرية.

ضمان الأمن والسلام:

يوفّر النظام الإسلامي لأتباعه مناخا يسوده السلام والأمن والاستقرار. ففي هذا النظام، لا يظلم أحد فردًا أو جماعة، ولا يُجبر أحد على العبودية أو الاستعباد، وإن النظام الإسلامي بطبيعته يشجع الناس على العيش في ظل العدل والرحمة فيما بينهم.

القضاء على التمييز والعصبية:

رغم الشعارات والقوانين المناهضة للتمييز والعصبية في العالم، إلا أن هذه التوجهات غير المرغوب فيها لم ترحل من حياة الناس، فالناس منقسمون باسم اللون واللغة والوطن والمنطقة، ولا تزال مصطلحات “الأسود والأبيض والأحمر”، أو التفرقة باسم مواطنين من الدرجة الأولى والثانية، ونخب وشعب، حاضرة في إجراءاتهم السياسية ومبادئ حكوماتهم. لكن النظام الإسلامي يُلغي كل هذا، ويجعل التقوى وخشيته من الخالق وحده هو المعيار.

الخدمة ولا الحكومة:

يعد النظام الإسلامي، من حيث روحه السياسية، مسؤولا بالدرجة الأولى ليس عن الحكم أو السلطة على الأفراد والمواطنين، بل عن أفضل خدمة وتنظيم الشؤون الاجتماعية، وإذا نظرنا إلى الأنظمة الاستبدادية الحالية، نجد أن لها تاريخًا طويلًا ومريرًا من الانقلابات والاستيلاء على السلطة والاحتيال باسم الانتخابات. أحيانًا تُدمّر دولة بأكملها من أجل السلطة أو الاستيلاء عليها بالقوة.

لكن النظام الإسلامي ساحة تنافس شريفة على أفضل خدمة للمجتمع والدين. لا يريد الإسلام أن يكون شعبه عبيدًا، بل يُمكّن المسؤولين من إرشادهم إلى الطريق الصحيح، ويعزل أو يُحاسب من يحيد عن مبادئه.

الرخاء والتنمية:

من الواجبات الرئيسية الأخرى للنظام الإسلامي العمل على تحسين حياة المواطنين ورفاههم وتطورهم في بيئة يسودها السلام والأمان، بما في ذلك صحتهم وتعليمهم وشؤونهم التجارية أو الاقتصادية.

في النظام الإسلامي، لا يُدفع الناس إلى الفقر من خلال الربا أو الضرائب أو غيرها من القوانين المفروضة، بل يُشجعون على الاكتفاء الذاتي والتطوّر الاقتصادي، وعلى القيام بدور إيجابي في النظام الاجتماعي والنشاط.

الوطنية وحمايتها:

يُعد حب الوطن وحمايته في النظام الإسلامي، جزءًا لا يتجزأ من إيمان المؤمن، لأنه المساحة الجغرافية المخصصة لتطبيق النظام الإسلامي وأحكام الشريعة الإسلامية المقدسة، وإذا تم المساس بسلامة أراضيها واستقلالها، فإن نطاق تطبيق الشريعة الإسلامية في الواقع يصبح محدودا، وهو أمر لا يمكن التسامح معه أبدًا. يصون قادة النظام الإسلامي الوطن ويرعونه على حساب أنفسهم وأموالهم، ويحمونه من بطش الأعداء وسيطرة الكفار، ويعملون ليل نهار من أجل تطويره وازدهاره حتى يتمكن من منافسة الآخرين، ويوفر لأهله أفضل مرافق للحياة، وتطبق أحكام الشريعة الإسلامية على أكمل وجه وتستمر خدمة المواطنين.

يتزايد اليوم، في العديد من الدول الكافرة، وخاصة في أوروبا، اتجاه الناس نحو الإسلام، والعديد من الأنظمة تحاكي بشكل غير مباشر أساليبه الاقتصادية والسياسية، ولقد أدركوا بالفعل مزايا النظام الإسلامي وأساليبه في مسؤولياتهم الاجتماعية وازدهارهم، ويعلمون أن النظام الإسلامي لديه أفضل خطة مجربة لرخاء الإنسان وحياة أفضل.

Exit mobile version