انت الولايات المتحدة وحلفاؤها تزعم بعد الاحتلال أن بإمكانها إجبار الشعب الأفغاني على قبول مطالبهم الكاذبة، ولكن بعد طول أمد الحرب والخسائر الفادحة لجيوش العالم الكافرة، جُربت أن هذه النظرية خاطئة، وفقدت القوى الاستعمارية بجانب عملائها في الداخل أيضاً القدرة على مواجهة جنود الإسلام الحقيقيين، وهذا ما دفع الولايات المتحدة إلى تقديم خطتها الثانية لمحاربة مجاهدي الإمارة الإسلامية، ولم يكن هؤلاء الجنود العملاء سوى الدواعش الخوارج.
اعتقدت أمريكا أنه من خلال جلب خوارج داعش إلى أفغانستان تحت اسم داعش خراسان ربما تستطيع أن تفعل شيئا، وتقاوم الفتوحات المتزايدة للمجاهدين، وشنت الإمارة الإسلامية آنذاك معارك شرسة ضد الخوارج من أجل محاربة هذه الفتنة الكبرى والقضاء عليها، لكن الإمريكيين قصفوا المجاهدين وحاولوا بطريقة ما إنقاذ هذه الفئة المكروهة.
لم تكتف أميركا بذلك، بل دخلت الميدان في حالات لا حصر لها علناً لصالح قواتها العميلة. حيث هاجمت القوات الأمريكية بمشاركة مرتزقتها الداخليين أحد سجون الإمارة الإسلامية في مديرية بادغيس وحررت 40 خوارج من سجن الإمارة الإسلامية بتاريخ 6 جمادى الأولى 1440.
لم تكن هذه الحادثة هي الحالة الأخيرة للتعاون الأمريكي المباشر مع الخوارج، لكن في 18 شوال 1440 أنقذت قوات الاحتلال الأمريكية 10 سجناء من داعش من سجن الإمارة الإسلامية في ولاية فارياب.
في الوقت الذي بدأت فيه الإمارة الإسلامية عملية واسعة النطاق لتطهير مناطق مختلفة من ولاية كنر من فتنة الخوارج ومحاصرة خوارج داعش تدريجيّاً، لجأت الشخصيات المهمة وأبناء هذه الفئة المكروهة إلى منطقة كارشندو، مزاردره، ومديرية نورغول، من ولاية كنر.
وعندما تأكدت قوات الإمارة الإسلامية الباسلة من أسر مقاتلي داعش في الساعات الأخيرة من الحرب، ولم يكن هناك سبيل لهم للهرب، حلقت ليلا أكثر من عشر طائرات أمريكية وأنقذت جميع الخوارج مع عتادهم العسكري من قبضة المجاهدين واقتادتْهم إلى مكان مجهول.
رغم كل الدعم المادي والمعنوي الذي قدّمته الولايات المتحدة للدواعش، لم تتمكن خوارج داعش من الوقوف في وجه مجاهدي الإمارة الإسلامية، بل هلكوا في أسرع وقت.
ثم بعد تحرير أفغانستان، وعلى الرغم من أن القوى الكافرة وعلى رأسها الحكومة الأمريكية بدأت الدعاية الشاملة من أجل إظهار الخوارج بمظهر عظيم، إلا أن فتنة الخوارج في هذا البلد تم إسكاتها، والقضاء عليها، وتطهرت البلاد من شرها للأبد.