باكستان وطاجيكستان؛ المصممون الجدد لداعش خراسان!

#image_title

 

الكاتب: مبارز الهروي

 

خلال فترة الاحتلال، وبسبب عدم كفاءة إدارة كابول العميلة والآثار السلبية لوجود المحتلين، أصبحت أفغانستان واحدة من المناطق البارزة لتنظيم داعش، وخاصة بعد انهيار “خلافتهم” المزعومة في العراق والشام، حيث اختاروا هذا البلد كمركز لعملياتهم.

 

في ذلك الوقت، كانت النشاطات الرئيسية لهذه المجموعة تتم في ننغرهار وجوزجان، تحت أنظار المحتلين وعملائهم المحليين. وكان الكثيرون يعتقدون أن الولايات المتحدة تستخدم الخوارج كآخر سلاح في مواجهة الإمارة الإسلامية.

 

لكن مع وصول الإمارة الإسلامية إلى السلطة، تم القضاء على داعش في أفغانستان، ولم يعد للمغرر بهم في هذه المجموعة أي قدرة على مواجهة أبطال الإمارة الإسلامية.

 

مع فقدان داعش لروحها القتالية وطردها من أراضي أفغانستان، تحولت بمرور الوقت إلى أداة استخباراتية لدول المنطقة، وخصوصاً باكستان وطاجيكستان.

 

وفقاً للوثائق التي كشفت عنها إدارة المرصاد، أصبح الوجه الأسود لهذه المجموعة التكفيرية أكثر وضوحاً للجميع، ولم يعد هناك أي شك لدى الأمة الإسلامية بشأن عمالة الخوارج.

 

في هذه الأثناء، كانت باكستان تسعى لتحقيق مصالحها غير المشروعة بتدريب وتربية أعضاء هذه المجموعة على أراضيها، بينما كانت طاجيكستان على الجانب الآخر من الحدود تساهم في تجنيد الشباب البسطاء من الطاجيك، مما قدم خدمة كبيرة لداعش وسهل لهم عملية تجنيد الأفراد.

 

قامت باكستان وطاجيكستان بدور كبير في الحفاظ على هذه الفتنة في آسيا الوسطى، واتخذتا خطوات ملموسة لإحيائها من جديد.

 

في آخر التطورات، قام شهباز شريف، رئيس وزراء باكستان، بزيارة لمدة يومين إلى طاجيكستان، حيث أجرى هناك لقاءات مع رئيس طاجيكستان.

 

ورغم أن الهدف المعلن من هذه الزيارة كان العلاقات الثنائية والتجارة والاتصال الإقليمي، فإن ما يتضح هو أن التقدم المتزايد لأفغانستان تحت حكم الإمارة الإسلامية، وخاصة الاجتماع الأخير في الدوحة الذي قرّب هذا البلد إلى العالم أكثر من أي وقت مضى، لم يرق لهم وأصبح شوكة في أعين الجيران غير المحترمين.

 

نظرًا لأن أفغانستان الحرة والمستقلة هي شوكة في أعينهم، ولا يحتملون رؤية تقدم هذا البلد المجاهد، فإنهم يسعون لمواجهته. ويبدو أنهم يخططون لإشعال نار ستلتهمهم في النهاية.

 

نعم، إن إحياء داعش مرة أخرى وإطلاق هذا المشروع الفاشل لن يلحق أي ضرر بالنظام الإسلامي في أفغانستان، بل على العكس، سيتسبب في انهيار حكوماتهم العميلة. وهذا ما سيؤكده الزمن، إن شاء الله.

طلحه قندوزي
Exit mobile version