لم يمر سوى أقل من عام على تعيين الملا أختر محمد منصور تقبله الله أميراً للإمارة الإسلامية، حتى أعلنت خوارج داعش ظهورهم في جغرافية أفغانستان تحت اسم داعش خراسان.
فتنة ظهرت في ذلك الوقت في نظر الكثيرين كفرصة للأمة الإسلامية، ولكنها في الحقيقة كانت مؤامرة دموية لخلق الفرقة والحرب الأهلية وتدمير وجه الجهاد المشروع في أفغانستان.
في الأيام الأولى من الصعود السيئ للخوارج في أفغانستان، أدرك أمير المؤمنين الملا أختر محمد منصور تقبله الله الطبيعة الحقيقية لهذه الجماعة، وكتب رسالة مفتوحة إلى أبي بكر البغدادي، الخليفة المعلن للدولة الإسلامية في العراق والشام.
رسالة ذكر فيها بوضوح؛ أن داعش إذا لم تتوقف عن توسيع أنشطتها داخل أفغانستان، فإن الإمارة الإسلامية ستضطر إلى محاربة هذه الفتنة بكل قوتها والدفاع بكل حزم عن أرواح وحدود الأمة الإسلامية في أفغانستان الدينية والإقليمية والفكرية.
إن هذا التحذير لم يعبر فقط عن الرؤية العميقة وبعد النظر لأمير المؤمنين، بل أظهر أيضاً أن الإمارة الإسلامية لن تسمح أبداً للأعداء الداخليين والخارجيين باسم الإسلام بإضعاف صفوف المجاهدين وتشويه مبادئ الجهاد.
لكن بدلاً من قبول رسالة الوحدة والإخلاص، دقت الخوارج طبول الفرقة، وقدموا وجهاً قبيحاً وبغيضاً للإسلام من خلال تكفير المجاهدين، واغتيال العلماء، وقصف الأبرياء.
كانت الدواعش يحاولون استقطاب الشباب الجاهل بشعارات خادعة وبناء حصن ضد مجاهدي الإمارة الإسلامية من أجل تأمين مصالح أسيادهم، ولكنهم في الحقيقة لم يضربوا إلا في جذور الإسلام والجهاد المشروع.
كانت الإمارة الإسلامية بقيادة الملا أختر محمد منصور تقبله الله هي الحركة الوحيدة التي استطاعت التغلب على فتنة الخوارج السامة، ومنعهم من السيطرة على مساحة هذه البلاد الشاسعة، من دون تعاون الأجانب.
فتنة لو نمت لكانت قد دمرت تماما الرغبة في إقامة نظام إسلامي حقيقي في أفغانستان، ولجرت البلاد إلى حروب أهلية دامية وصراعات دينية.
لكن القيادة القوية والقرار الحاسم للإمارة الإسلامية بقيادة الملا أختر محمد منصور تقبله الله، حيدت هذا الخطر في مهده، ودون الاعتماد على دول أجنبية، أوقفت هذه المجموعة الضالة بشجاعة، ولم تسمح للشعب المسلم في أفغانستان أن يصبح لعبة في أيدي أعداء الإسلام.
واجهت خوارج داعش الانحدار والدمار في أفغانستان أسرع مما تصوروا، وخسروا الكثير من قواتهم بعد تجاهلهم لرسالة أمير المؤمنين الملا أختر محمد منصور.
وانهزمت الدواعش هزيمة مهينة هزت أسس هذه الجماعة البغيضة ليس فقط في أفغانستان، بل أيضاً في بلدان مثل العراق وسوريا، وبعد ذلك خسروا المناطق التي كانت تحت سيطرتهم واحدة تلو الأخرى، ونتيجة لذلك انهار الرعب الكاذب الذي خلقوه لأنفسهم.