الإمارة الإسلامية: نظام نموذجي!
بقلم: عزير عازم
تتكرر انتقادات ساخرة في النقاشات السياسية والمنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي ضد الإمارة الإسلامية، وتتمثل في التساؤل: أي نموذج تسعى الإمارة الإسلامية في أفغانستان لتطبيقه؟ هل هو نظام يشبه السعودية، إيران، تركيا، أو أي دولة إسلامية أخرى؟ وإن لم يكن يشبه أيًا منها، فكيف تطمح الإمارة إلى تقديم إسلام ونظام مختلف؟
لا شك أن مثل هذه الانتقادات تنبع من عقول تأثرت بالغرب، حيث يفتقر أصحابها إلى أي دراسة حقيقية للإسلام، وغالبًا ما يكونون مسلمين وراثيين فقط. وبناءً على ذلك، من الطبيعي أن يتصوروا الإسلام من خلال أشخاص أو دول أو أنظمة الدول الإسلامية الحالية المتأثرة بالعلمانية والسياسات الغربية.
– النظم الحالية في الدول الإسلامية موضع تساؤل
أولاً، الأنظمة الحالية في الدول الإسلامية مثار تساؤل في حد ذاتها. ما الذي يجري اليوم في السعودية، تركيا، طاجيكستان، أوزبكستان، مصر، وغيرها؟ هل يمكن تسمية هذه الأنظمة بالدول الإسلامية الحقيقية؟
هل يمكن للنظم الجمهورية الإسلامية التي تعتمد على تمويل انتخاباتها ومرشحيها من ميزانيات الوكالة الأمريكية للتنمية أو الدول الغربية أن تمثل الإسلام؟
– نظام فريد ومستقل
الحقيقة أن أفغانستان اليوم هي الدولة الوحيدة في العالم الإسلامي التي تمتلك نظامًا فريدًا ومستقلًا. نظام نشأ بعيدًا عن الضغوط الخارجية أو الدعم الاستعماري، متجذرًا في قيم الإسلام ومبادئه، ومتجاوبًا مع تطلعات الشعب الأفغاني. يتميز هذا النظام بقوة عسكرية، واستقلال إداري ومالي لإدارة الدولة، إلى جانب خبرة في العلاقات السياسية والدولية.
– الأساس الفكري والمحوري للنظام
يعتبر الأساس الفكري والمنهجي لأي نظام العمود الفقري لاستمراريته. يتميز نظام الإمارة الإسلامية بأن محوره الرئيسي هو الشريعة الإسلامية، التي تُطبق قولًا وعملًا. وهذا يتماشى مع مطلب الشعب المسلم في أفغانستان.
على مدى أكثر من قرن، وقف الشعب الأفغاني ضد ثلاث إمبراطوريات كبرى فقط لحماية دينهم وقيمهم. ومع وصول الإمارة الإسلامية، تحقق هذا الطموح، مما أدى إلى حل قضية الشرعية الوطنية بطبيعتها.
– التميز عن باقي الدول الإسلامية
لا توجد دولة في العالم الإسلامي تطبق الشريعة بشكل كامل وشامل بحيث تُصاغ القوانين والإجراءات من قبل قائد متخصص في القرآن والسنة. وقد أكد زعيم الإمارة الإسلامية مرارًا أن أي حكم أو مرسوم يتعارض مع القرآن أو الحديث يمكن لأي أفغاني عادي رفضه وانتقاده.
– الكفاءة والتعهد بخدمة الدين والوطن
رغم أن بعض الوزراء والمسؤولين قد يفتقرون إلى مستوى عالٍ من التخصص، إلا أنهم يتمتعون بدرجة عالية من الالتزام بخدمة الدين والوطن والشعب. أثبتت التجارب السابقة في أفغانستان أن الالتزام دون تخصص أفضل من تخصص بلا التزام. لم يخدم القادة ذوو الولاءات المزدوجة أو الثلاثية مصالح الوطن أبدًا.
اليوم، تُنفذ المشاريع الكبيرة والصغيرة في أفغانستان على أيدي مهنيين متخصصين، ولكن خلف هذه المشاريع يقف قادة ملتزمون بالقيم والمبادئ المهنية.
نظام يحتذى به عالميًا يمكن اعتبار الإمارة الإسلامية ليس فقط نموذجًا مميزًا لأنظمة الدول الإسلامية الحالية، التي غالبًا ما تكون جمهورية أو ملكية، بل أيضًا نموذجًا يُحتذى به للدول الغربية أو الكافرة في احترام إرادة الشعوب، تقديم الخدمات، وتعزيز الدعم المتبادل. فقد أتاح النظام الأمن والازدهار وفرص العيش المشترك في أجواء المصالحة الوطنية.
– استقرار داخلي وعلاقات متوازنة
أغلق النظام الحالي الباب أمام التدخلات الأجنبية، المجموعات الاستخباراتية، والجماعات الوكيلة. ربما لهذا السبب تشعر الدول اليوم براحة أكبر تجاه أفغانستان مقارنة بأي وقت مضى. كما عزز توازن العلاقات مع الجيران من أجواء الثقة، ما أدى إلى خلق بيئة يسودها حسن النية والأمن.