في بداية ظهور ما يسمى بالخلافة، تمكنت خوارج داعش من استقطاب وتجنيد عدد لا يحصى من الشباب بسبب دعاياتهم الواسعة واستغلالهم لمشاعر الشباب المسلم الغافلين عن حقيقة داعش.
كان الكثير من الشباب الذين رأوا محنة المسلمين في أقصى أنحاء العالم يبحثون عن مخرج من هذا الوضع في ذلك الوقت،
ورأوا في إعلان خلافة داعش فرصة لتحسين وضع الأمة.
ولذلك قرروا أن يحذوا حذوهم من جميع أنحاء العالم، وانضمّت مجموعات كثيرة إلى جبهة خلافة داعش المزيفة.
مع مرور الوقت وسقوط القناع عن وجوه الخوارج وانكشاف حقيقتهم، قلّ من انضم إلى خوارج داعش وانضم إلى صفوفهم.
ومعهم الآن عدد قليل من الذين يرتدون الزي العسكري للخوارج ويضحون بحياتهم طوعا أو كرها لصالح عالم الكفر.، وغالبية هذه الفئة الصغيرة أناس جاهلون بالدين، ولهم تاريخ أسود مظلم، انتقلوا من ضلال إلى ضلال آخر.
لقد حدثت في الماضي حالات كثيرة تتحدث عن السجل المظلم لعناصر داعش، على سبيل المثال، ثناء الله غفاري الزعيم الحالي لداعش في خراسان، الذي يعتبر نفسه زعيم داعش في خراسان، كان في السابق الحارس الخاص لأمرالله صالح النائب الأول للرئيس.
في روسيا، عندما جرت عملية احتجاز رهائن في أحد سجونها وتم قتل منفذيها نهائياً وتولت خوارج داعش مسؤولية ذلك الهجوم، تبين بعد التحقيق أن جميعهم تم القبض عليهم سابقاً بالجريمة في مجال توزيع المخدرات والاتجار بها.
وقبل أيام أعلنت وزارة العدل الأمريكية اعتقال مواطن أفغاني يبلغ من العمر 27 عاما على خلفية الهجوم الذي وقع يوم الانتخابات الرئاسية، وكتبت شبكة إن بي سي نيوز نقلا عن تصريحات اثنين من المسؤولين الأمريكيين؛ أن ناصر أحمد توحيدي اعتقل من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالي يوم الإثنين الماضي في ولاية أوكلاهوما بعد أن أخذ معه بندقيتي كلاشنيكوف ومسدسًا لمهاجمة الناس يوم الانتخابات الرئاسية.
خلاصة الكلام أن هذا الشخص كغيره من جنود الخوارج المخدوعين، بحسب ادعاءات وسائل الإعلام الأمريكية، كان يعمل حارسا لدى منظمة سي أي أي في أفغانستان قبل توجهه إلى الولايات المتحدة، وفي سبتمبر 2021، حملته المخابرات الأمريكية من أفغانستان مع آلاف الجواسيس والمقاتلين.
هذه الحادثة وغيرها من الحالات المذكورة هي جزء من الواقع خلف الستار الذي يعيشه أبناء هذه الجماعة، ويمكن القول إن ذلك يدل على تورط شبكات المخابرات وتورطها في الصفوف الأولى لهذه الجماعة واتخاذ قراراتها وأنشطتها لصالحها.
الحقيقة التي تضرب ختم بطلان الطريق المنحرف لهذه الجماعة أكثر من أي وقت مضى، و فيه إنذار للأمة الإسلامية جميعا بالحذر من الانضمام إلى هذه القافلة الضالة.