ربما ألفت كتب كثيرة عن القضايا التاريخية للأمة، أو ذكرها المؤرخون على نحو أوفى وأشمل في أبحاثهم، ويمكن أن تكون أكثر تأثيرا ونفعاً من كتاباتي المتواضعة؛ لكني أريد أن أكتب مرة أخرى بقلم مكسور، وأيدي ضعيفة ومرتعشة، وقلب مليء بالمشاعر.
إن كان لا يعجب البعض أن تروى وتستذكر آلام الأمة الماضية وأحزان المسلمين التي طال أمدها؛ لكن أكتب لأنه يجب ألا ننسى أبدًا تلك الفظائع والجرائم التي تم ارتكابها ضد المسلمين في أي ناحية من أنحاء العالم.
فإذا تركنا تاريخنا لرياح النسيان، فإن شبابنا سوف يميلون إلى اتباع أساليب أولئك الذين كانت حتى الأمس وصمة الجريمة واضحة على جباههم، ويريدون اليوم أن يصطادوا شبابنا في أشكال مختلفة.
نحن نكتب؛ نكتب عن إرهاب وهمجية ووحشية أولئك الذين نهبوا موارد أوطاننا وممتلكاتها بالمكائد والمؤامرات.
نكتب عن أولئك الذين يدعون الديمقراطية وحقوق الإنسان، ولكن تحت مظلتها، يمزقون آلاف الأطفال والنساء إربًا إربا.
نكتب عن أولئك الذين كانت ضمائرهم الميتة وقلوبهم المليئة بالكراهية، سببا لمئات الجرائم وآلاف الكوارث.
أولئك الذين يبيدون بصواريخ يصل وزنها إلى عشرة آلاف كيلو وقنابل عنقودية، آلاف البشر في غزة والسودان، ويدمرون آلاف المنازل، ويهجرون مئات الآلاف من الأبرياء إلى البوادي والصحارى.