الجزء الثالث.
بقلم: طاهر أحرار
بعد الاحتلال الأمريكي لأفغانستان، عاد أغلب المجاهدين العرب إلى البلدان العربية مغادرين ومودعين أراضي أفغانية. عندما غزا الصليبيون المتعطشون لسفك الدماء على العراق العريقة، فمجاهدو القاعدة هم الذين تصدوا للهجوم الأميركي وكبدوا العدو خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات.
حينه كان أبو مصعب الزرقاوي يقود قافلة المجاهدين والجهاد، تعرف الشيخ أسامة على أبي مصعب بواسطة سيف العدل، فضم الشيخ أسامة أبا مصعب الزرقاوي بتنظيم القاعدة بسبب نشاطه في الأردن.
فأسكن الشيخ أسامة أبا مصعب الزرقاوي في ولايت هرات غربي البلاد، بعد غزو أمريكا لأفغانستان هاجر أبو مصعب إلى إيران، وفي عام 2001 استطاع أن يؤسس تنظيما جهاديا منظما يحمل اسم تنظيم القاعدة في العراق، وفي البدايات كان التنظيم يملك نحو 10 ألف مقاتلا مدربا.
بعد غزو أمريكا للعراق، وفي العام 2004 أعلن أبو مصعب الزرقاوي مبايعته رسمياً مع الشيخ أسامة بن لادن – تقبله الله- وضم مقاتليه بتنظيم القاعدة كرص للصفوف الجهادية ولمقاومة جحافل غربية بقوة وهذا مما دفع أبا مصعب الزرقاوي لينال شهرة عالمية.
خلال حياته رص الزرقاوي صفوف أهل السنة من العراق وأسس منهم جبهة واحدة، كما خاض معارك حاسمة مع القوات الغربية، وبذلك لقن دورس الجهاد لمسلمي سوريا المباركة. ارتقى الزرقاوي إلى الله شهيدا في غارة جوية أميركية عام 2006، أبو حمزة المهاجر خلف الزرقاوي في زعامة وقيادة تنظيم القاعدة في العراق، قال المهاجر في أول خطاب له: هناك حاجة إلى هجمات تكسر عظام الكفرة، ثم هو سار على درب الزرقاوي واستمر في جهاده تحت قيادة تنظيم القاعدة العظيمة.
كانت أهل السنة في العراق تسعى لانضمام الفصائل الجهادية الصغيرة إلى تنظيم القاعدة وتشكيل جبهة قوية واحدة مكان كل الفصائل حتى تحافظ على مكانتها في العراق وتقاوم القوات الغربية بأحسن وجه ولتصبح قوة ضد الشيعة كذلك.
لذلك أيمن الظواهري وسيف العدل تقدما بطلب تأسيس إمارة عراق الإسلامية وشددا على ضرورة ذلك ولكن بعض الأنانيين رفضوا الطلب وأصروا على إقامة الخلافة في العراق، وذلك الاختلاف أدى إلى تمزيق وحدة أهل السنة وتشتيت شملتهم، وضياع مكاسب الجهاد المحققة.
الجميع كانوا يحلمون بإقامة نظام إسلامي في العالم العربي هذا الحلم بقي حلما ولم يتحقق. ثم ماذا حدث في العراق.
يتبع