الشهيد حبيب الرحمن، ابن محمد الف شاه، وحفيد محمد شاه، كان من سكان قرية موشكي في منطقة أحمد خيلو في ولاية بكتيا.
ولد في عام 1420 هـ، الموافق لعام 1378 هـ ش، في أسرة متدينة ومجاهدية. أظهر منذ طفولته حبًا للعلوم الإسلامية وشغفًا بالجهاد. ولإرواء عطشه للعلم، التحق بمدرسة دار العلوم فيض القرآن في نوشهر في باكستان، حيث أكمل دراسته الدينية تحت إشراف الشيخ مولانا قاري بشير أحمد “مدني”. وتوج بشهادة الفضيلة من يد قاري صاحب.
كان الشهيد عمر خالد رمزًا للتقوى ومتميزًا بأخلاقه النبوية. خدم رفاقه كثيرًا خلال فترة دراسته وجهاده، وكان مطيعًا لأوامر أساتذته وقادة الجهاد. كانت له علاقة خاصة مع العلماء والمجاهدين.
أصبحت محبة الجهاد غالبة عليه لدرجة أنه بدأ في المشاركة في الجهاد في سن مبكرة.
المعركة الأولى:
بدأ الشهيد عمر خالد معركته الأولى سرًا من أسرته تحت قيادة القائد خاوري في منطقة صبريو في ولاية خوست، حيث شن هجمات قاتلة على الأعداء وشارك في العديد من الكمائن والهجمات. بعد شهرين عاد إلى بيته.
المعركة الثانية:
شارك في المعركة الثانية مع عمه الشهيد القائد نقيب الله نصرت في منطقة أحمد خيلو في ولاية بكتيا، حيث شارك في العديد من الكمائن ضد الأعداء. بعد انتهاء الفترة، عاد مع رفاقه إلى دار الهجرة.
إلى جانب دراسته الدينية، تلقى تدريبًا عسكريًا في معسكر عبيدة بن الجراح تحت قيادة الشيخ زاهد الله “مدني”. حصل على شهادة عالية بعد 60 يومًا من التدريب. بعد ذلك، عاد إلى بيته وذهب مجددًا إلى مدرسة فيض القرآن لإكمال دراسته للقرآن الكريم، حيث أكمل ثلاث دورات تحت إشراف قاري محمد ناصر.
بعد إنهاء دورات القرآن الكريم، عاد إلى أفغانستان وأكمل ختم القرآن في المساجد المحلية خلال شهر رمضان.
المعركة الثالثة:
في صباح أحد الأيام، كان أصدقاؤه يستعدون للمعركة. استأذن من والديه وانضم إلى رفاقه بحماس. أثناء رحلته إلى منطقة حقداره، كان يروي لرفاقه قصصًا عن الاطمئنان والجهاد.
بحسب درويش:
كان الشهيد عمر خالد شابًا نحيفًا لكنه قوي. كان سعيدًا ومطمئنًا، كما لو كان يعلم بشهادته. عند وصوله إلى منطقة أحمد خيلو في ولاية بكتيا، شارك في عدة معارك ببسالة.
بعد 15 يومًا، انتشرت شائعات عن فتنة الخوارج (الدواعش) في ولاية ننجرهار. أمر والي بكتيا بتجهيز أربعة مجاهدين من كل مجموعة للقضاء على الخوارج. قال الشهيد عمر خالد لقائده: “سجل اسمي أولاً!” تم تسجيل أسمائهم وبدأوا رحلتهم إلى ننجرهار. هناك، تحت قيادة الشهيد ميرزا جان، خاضوا معارك شرسة ضد الدواعش لعدة أيام. بعد فتح أحد المواقع، أصيب الشهيد عمر خالد بجروح بليغة جراء لغم وضعه الخوارج. توفي متأثرًا بجراحه في عام 1398 هـ، و نحسبهم كذلك والله حسيبه.