يقال: من حفر حفرة لأخيه وقع فيها.
باكستان ترى قطع الطريق والوصول إلى مصالحها ومآربها على حساب الآخرين, وهي تنتهج هذه السياسية منذ أن ظهرت على خريطة العالم.
باكستان دولة إسلاميّة تقع جنوبيّ قارة آسيا, وتُتاخِم البَحر العرَبي بين الهند في الشَّرق, وإيران وأفغانستان في الغرب, والصين في الشمال, ولكنها من ناحية الجغرافيا السياسية هي دولة بلا حدود لِما أنها لا تملك بعدُ جارة تحمل نوايا حسنة تجاهها ولا هي تحظى بشراكة قوية وعلاقات وطيدة مع أي متاخم لأنها تستخدم النفاق وتنتهج سياسة ذات الوجهين بدلاً من صداقة الواقعية مع الدول.
فها هي الهند تقاتل باكستان منذ 75 عام بعد حصول كل واحد من باكستان والهند على استقلالهما والكل صار يدرك أن هذه الحرب التي تدور بينهما ليست لها هيكل ديني ولا هي حرب بين المسلمين والهندوس بل هي حرب نتج عن انتهاج باكستان سياسة ذات الوجهين وعدم احترامها لمبدأ حسن الجوار وتدخلها في شؤون الآخرين.
البنغلاديش: التاريخ سجل وما غفل عن جرائم جيش الباكستاني التي ارتكبها ضد مدنيي بنغال وطلابها ومثقفيها والأفراد المسلحين عندما قامت وحدات الجيش الباكستانية بشن عملية عسكرية تسمى عملية الضوء الكاشف (Operation Searchlight) في حرب الاستقلال البنغلاديشية
ولكن ذلك الجيش الجبان بعد ارتكابها كل المذابح والمجازر استسلمت نتيجة تمرد الشعب
حتى اليوم ومضت السنون على الحرب ولا تحظى حكومتان باكستان – وبنغلاديش بعلاقة ودية.
إيران: إنها جارة أخرى لباكستان وقد عززت حدودها معها كخصم لدود وأما العلاقات السياسية بينهما فلا يخفى توترها على كل متبع ومراقب. فلم يمض وقت طويل على تبادلهما صواريخ واستعمالهما المسيرات.
فها هي إيران تشكو من سياسة باكستان ذات الوجهين وتتهمها بالتدخل في شؤونها.
والصين تعرف طريقة وكيفية التعامل مع عدوها
منذ شعرت الصين بوجود دولة خائنة في جوارها فما لبثت أن شمرت عن سواعدها لتدمير النظام الاقتصادي داخل باكستان وفق خطة ممنهجة وتتخذ خطوات بطيئة نحو احتلال هذه الأرض.
أفغانستان: الدولة التي لها أطول حدود مع باكستان فهي لم تترك مؤامرة ولا كيدا إلا استخدمتهما ضد أفغانستان هي التي أرادت وتريد بقاءها واحتراقها في نيران الحرب
وبعد وصول إمارة أفغانستان الإسلامية إلى سدة الحكم في البلاد ورحيل المحتل الأمريكي وعودة الأمن والسلام. كان عليها بسط يد التآخي لأفغانستان وأهلها ولكنها انخرطت في المؤامرات عليها.
بالرغم من كل هذه الصعوبات التي يعيش فيها الشعب الأفغاني وقبائل افغانية إلا أنها تنتهك حقوق أقلية باشتون في إقليم باكستاني قبلي حدودي فهم يعيشون وسط قمع حكومي شديد ولا يُعترف بهم كباكستانيين بل كمسلمين أيضًا وبنجاب التي تبتلع كل حقوقها المشروعة.
الآلاف من أقلية البلوش الذين نهضوا للمطالبة بحقوقهم هم مفقدون ولا توجد أي معلومات ترشد عائلاتهم إلى قناعة بمحياهم ومماتهم. والحروب التي تدور رحاها بين أقليات السنة والشيعة والفتنة القاديانية وغيرها من الفصائل هن إنتاج وصناعة الاستخبارات الباكستانية.
وهناك أقلية بلوش باشتون تقاتل الحكومة من أجل حقوقهم, لكن باكستان تدعي أن الهجمات ذاتها تُخطط لها في أفغانستان. وبدلا من إلقاء اللوم على الآخرين في مثل هذه الهجمات على باكستان إصلاح وتغيير سياساتها الداخلية والخارجية الفاشلة.