الشهيد سعيد حافظ سيد محمد «طلحة»، ابن القارئ سيد بدرالدين «هاشمي»، وُلد في أسرة متدينة ومجاهدة بقریة شاه توت، مديرية صياد، ولاية سرپل سنة 1371 هـ.ش. كان طلحة من أولاد تلك الأسرة المؤمنين الراسخين، فأمضى حياته المباركة في طلب العلم وخدمة الدين والجهاد. حبّبته نشأته الدينية منذ الصغر، وترعرع في حضن أسرة متديّنة ومؤمنة.
بداية طلبه للعلم:
ابتدأ مشواره العلمي في مدرسة «كوثر العلوم»، حيث أتم حفظ القرآن الكريم ونال لقب «حافظ». ثم استكمل دراسته في مدارس معتبرة أخرى مثل أرچتو، خانقاه، ورحمانية. لم يكتفِ بالتمكّن من العلوم الشرعية فحسب، بل نشأ أيضًا متشبّعًا بالأخلاق الإسلامية وروح الجهاد.
الالتحاق بالإمارة الإسلامية:
في سنة 1394 هـ.ش التحق حافظ محمد «طلحة» بالمجاهدين المبايعين للإمارة الإسلامية لأفغانستان، وقدم خدمات بارزة في مواقع متعددة. أظهر إخلاصًا وشجاعة والتزامًا جعلته يُعرف كمجاهد فعّال على مستوى ولايتي سرپل وجوزجان.
القتال ضد داعش واستشهاده:
عندما شرعت جماعة داعش المنحرفة في نشاطاتها في مديرية درزاب سنة 1397 هـ.ش وهدّدت أمن الناس، تصدّى مجاهدو الإمارة الإسلامية للدفاع عن الأهالي ومجابهة تلك الجماعة. شارك الشهيد طلحه بنية صافية وروح قوية في هذه المعارك، وكان من الصفوف الأولى في المواجهة ضد داعشييّن.
وأخيرًا، في 15 شوال (چنګاښ/سرطان) 1397 هـ.ش وقع أسر الشهيد أثناء إحدى الاشتباكات في قرية آخپلاق بمديرية درزاب. وبعد أسر دام أربعة عشر يومًا، استُشهد يوم الجمعة على يد أعداء الدين والإنسانية بطريقةٍ بغيضةٍ قاسية. إن استشهاده يمثل وصمة دائمة على جبين التكفيرية المتطرفة ودليلًا واضحًا على تضحيات مجاهدي سبيل الحق. نَحْسِبُهُ كذلك، والله حسيبه.
النصر بعد استشهاده:
لم تمضِ سوى عشرون يومًا على استشهاد حافظ محمد «طلحه» وغيره من الشهداء حتى تمكن مجاهدو الإمارة الإسلامية من توجيه هزيمة ساحقة لتنظيم داعش، وفتحوا مديرية درزاب في ولاية جوزجان بالكامل. وقد كان هذا النصر من بركة دماء هؤلاء الشهداء الطاهرة.
















































