إن قلبنا صفحات التاريخ نجد أن الخوارج كانوا ظهروا دوما كعقبة كبيرة أمام وحدة الأمة الإسلامية واستقرارها وسلامتها. لقد ارتدوا ملابس دينية ورددوا شعارات التقوى، لكن عمليا كانو دائمًا يسفكون الدماء ويمارسون الظلم والتطرف.
عندما ثارت الخوارج على الخليفة الراشد علي رضي الله عنه، هتفوا بشعار “لا حكم إلا لله”. وهذا الكلام صحيح في الظاهر، ولكن تم استخدامه لتشويه الحقيقة. فرد عليهم سيدنا علي عليه السلام قائلا: كلمة حق أريد بها باطل.
كانت الخوارج يدعون أنهم يطبقون الإسلام، ولكنهم في الحقيقة أساءوا تفسير نصوص القرآن، وخالفوا تعاليم العلماء، وجعلوا المجتمع ضحية لعنفهم.
الوجه الجديد للخوارج – داعش
اليوم إذا نظرنا إلى الخوارج المعاصرين في العالم نرى فيهم صورة نفس الخوارج القدماء. تدعي داعش تطيق الشريعة، ولكن بدل الرحمة والعدل والحكمة استبدلوها بفتنة القتل والإرهاب والتكفير.
بدلاً من العلم والبحث، يتبعون تفسيراتهم الخيالية، ويحرفون آيات القرآن الكريم، ويطلقون على أي معارض لقب “المرتد”، ويستبيحون دماء المسلمين باسم “الأدلة الشرعية”.
أعمالهم:
1. قتل العلماء والقادة والمسلمين الأبرياء؛
2. عدم احترام المرأة والطفل والضعفاء؛
3. استخدام اسم الإسلام المقدس لأغراض سياسية؛
4. إخفاء سماحة الإسلام وتسامحه وعدالته في ظل التطرف المظلم؛
5. ترديد شعارات التوحيد والخلافة، وتحويل النظام الإسلامي الجميل إلى العنف.
كل هذا يذكرنا بقول الإمام علي رضي الله عنه: «كلمة حق أريد بها باطل» – كلمة حق ولكنها تستعمل للباطل.
الإسلام الحقيقي؛ دين العدل والمحبة والتسامح:
الإسلام دين الرحمة والمحبة والتسامح والعدل، وليس دين سفك الدماء والظلم والتطرف! لقد حرفت الخوارج الدين بالأمس واليوم، إنهم يرفضون تعاليم العلماء، ولا يحترمون إجماع الأمة، ولا يفهمون روح القرآن الحقيقية.
ماذا يجب علينا؟
فلنفهم روح الإسلام الحقيقية ولنتعلمها على أساس العلم. فلنتبع هدي العلماء، لا فتنة الجماعات المتطرفة، فلنعمل على الحفاظ على الوحدة والتعاطف، ولا نستسلم لفتنة التكفير، ولا نوفر الفرصة لأعداء الأمة. الآن هو الوقت المناسب للأمة الإسلامية أن تنهض ضد هذه الفتنة، وأن تفهم حقيقة الإسلام، وأن تسلك طريق العلم والحكمة والعدل، وأن تحمي نفسها من تحريف الخوارج.
اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه.
آمين يا رب العالمين!