بحثٌ حول أسس داعش وممارساته
الإسلام، كما يدلّ عليه اسمه، دين الصحّة والسلام والرحمة والمودّة، وقد بُعث نبيّه الكريم محمد صلى الله عليه وسلم رحمةً للعالمين كافة، وجاء القرآن العظيم كتاب هدايةٍ ونورٍ للبشرية جمعاء.
هذا الدين السماوي فضاء واسع من المحبة والشفقة، يجمع الناس كلّهم في ظلّ العدل والحكمة.
غير أنّه في زماننا ظهر فصيل سيّئ الصيت، منتحلٌ لاسم «داعش».
هذا الفصيل، تحت دعوى حماية الإسلام الطاهر، شوّه الصورة المشرقة لهذا الدين الرحيم بظلمات العنف والوحشية.
قدّم داعش نفسه ممثلاً حقيقياً للإسلام تحت شعارات من قبيل «إحياء الخلافة» و«الجهاد»، لكن أفعاله لم يكن لها أي صلة بتعاليم الإسلام الأصيلة.
فالإسلام لا يقرّ أبداً قتل الأبرياء، ولا تدمير المساجد والمقدسات، ولا قطع الرؤوس، ولا استعباد الأطفال، وهذه الأعمال لا وجود لها في تعليمات القرآن العظيم ولا في سنّة النبي صلى الله عليه وسلم.
استغلّ داعش المفاهيم الدينية العميقة لخداع الشباب غير الواعين، فحرّف تفسير آيات القرآن الكريم دون مراعاة سياقاتها التاريخية والروحية، وحرّف الأحاديث وفق أهوائه، كي يضفي الشرعية على عنفه.
لقد كانت تلك طريقة لتقديم وجهٍ كاذب عن الإسلام: قناع تديّن على وجهٍ شيطاني.
أرادوا إقناع العالم بأنّ الظلام نور، وأنّ العنف رحمة.
لكن الحقيقة أنّهم لم يكونوا سوى ظلٍّ مظلمٍ عابرٍ على ساحة رحمة الله الواسعة؛ ظلٌّ يزول حتماً عند طلوع شمس الحقيقة.
ومن هنا، فإنّ دراسة أسس داعش وممارساته ليست واجباً سياسياً فحسب، بل مسؤولية دينية وإنسانية أيضاً.
يجب أن نكشف هذا الظلّ الخبيث بوضوح، حتى نعيد إبراز الصورة الحقيقية للإسلام، صورة الرحمة والسلام والتسامح والعقل.
وهذا المقال إنما هو بداية سلسلة بحثية طويلة، تسعى إلى دراسة ظاهرة داعش من جذورها الفكرية، مروراً باستراتيجياتها العملية ودعايتها الإعلامية، لتكون خطوةً في إزالة الظلمات وكشف أنوار الحقيقة.


















































