إن الجماعة المسماة “داعش”، والتي مارست الإرهاب وأعمال الترويع في موطنها، وبعد فترة من تواجدها في تلك المناطق، واجهت تحديات إقليمية ودولية جمة، مما أدى إلى تفكك بنيتها وتقويض نظامها.
إن داعش، من أجل تحقيق أهدافها التخريبية ونشر الفساد، والترويع وضعت خططا للانتشار في مناطق مختلفة أخرى، فاستنادًا إلى برامج مُعدّة مسبقًا، انتقلت إلى مناطق أخرى من العالم الإسلامي لزرع بذور فكرها الخبيث، ذاك الفكر الذي يظهر الفساد والدمار في جوهره، والذي لا يتماشى مع أي من القيم الإسلامية السمحة.
إن “داعش” تسعى من خلال مخططاتها إلى تنفير الناس من الدين الإسلامي الحنيف، الذي جاء لإنقاذ البشرية وهدايتها إلى السعادة، فعملت على نشر الفتنة وبث الكراهية للدين في قلوب الناس. وهذا الفكر يتنافى مع الإسلام وتعاليمه السمحة، وهو أمر واضح لكل من بحث في هذه الجماعة ولو قليلًا.
“الدولة الإسلامية – ولاية خراسان” هي فرع من تنظيم “داعش” في العراق وسوريا، وتسعى إلى نشر الفساد والتوحش في أفغانستان، محاولةً تنفير الناس من الحركات الإسلامية وتشويه صورة الجهاد.
إن “داعش”، التي اكتسبت شهرة من خلال إثارة الرعب، تحاول إيجاد موطئ قدم لها في أفغانستان ودول إسلامية أخرى. وفي بعض المناطق، تمكنت من تجنيد أتباع لها مستغلةً دعم بعض الجهات، ولكن على الرغم من ذلك، لا يجد هذا الفكر قبولًا واسعًا في العديد من الدول الإسلامية.
“الدولة الإسلامية في ولاية خراسان” هي فرع من داعش العراق وسوريا، وتسعى إلى نشر الفساد والتوحش في أفغانستان في محاولة لتنفير الناس من هذه الأنواع من الحركات وفي الواقع جعل الناس متشائمين من الجهاد الإسلامي.
إن داعش، التي اكتسبت شهرة من خلال إثارة الرعب في المنطقة، تسعى إلى إيجاد نقاط نفوذ في أفغانستان ودول إسلامية أخرى، وفي بعض المناطق تمكنت من توفير جيش أسود وشرير لنفسها من خلال التمتع بدعم الناس، ولكن على الرغم من كل هذه الخطط، لا يوجد مكان لهذا الفكر في العديد من الدول الإسلامية.
لماذا تسعى “داعش” لامتلاك فروع؟
الحقيقة هي أن الفروع والتشكيلات المتعددة، تحت أسماء وشعارات مختلفة، تعتبر ورقة رابحة لأي جماعة أو فكر يسعى إلى التوسع والانتشار.
إن “داعش”، التي سعت على مر السنين إلى ترسيخ فكر مناهض للإسلام الحقيقي والجهاد المشروع، كان عليها، من أجل تحقيق أهدافها، أن تعرض فكرها في صورة مختلفة تتناسب مع كل منطقة. وهكذا، من خلال مخططات مثل “داعش خراسان”، كانت تهدف إلى إحلال هذا الفكر الخبيث في أفغانستان، تلك المنطقة التي كانت على مر التاريخ منبعًا للأمل ومهدًا للجهاد الحق.
إن الترويج للرعب على نطاق واسع هو فكر سياسي عسكري قديم، وقد سلكت هذا الدرب قوى إقليمية ودولية عديدة. ففي لعبة السياسة المعاصرة، التي اكتسبت فيها العسكرة دورًا متزايدًا، يعتبر التوسع الإقليمي مكسبًا استراتيجيًا لأي جماعة أو حركة.
إن سعي “داعش” لامتلاك مناطق مختلفة لزرع الفتنة ونشر التوحش هو أحد عوامل محاولاتها للنجاح، ولكن هذه الأفكار التي تسعى وراء مثل هذه الأهداف غالبًا ما تواجه الفشل.
لقد اختارت “داعش” أفغانستان لإنشاء منطقة آمنة لإنماء فكرها المتطرف، وذلك لأهمية أفغانستان في التاريخ الحديث، ولاعتقادهم بأنه إذا تمكنوا من السيطرة على هذه المنطقة، فسيكون بمقدورهم تنفيذ أهدافهم في المنطقة بشكل أفضل.
فأفغانستان تعتبر موقعًا استراتيجيًا مهمًا في نظر العالم، وهذا ليس ببعيد عن الحقيقة. فهي تتمتع بمواقع جيوسياسية واستراتيجية تجعلها محط اهتمام العديد من القوى العالمية والإقليمية، وهو ما جعل “داعش” تدرك ضرورة السيطرة على هذه المنطقة ومواطنيها المتمسكين بمبادئ الإسلام، معتبرةً أن تحقيق هذا الهدف سيكون إنجازًا كبيرًا لها.