داعش: السلاح الجديد للغرب لمواجهة الإسلام! الجزء السادس عشر

إحسان عرب

ميدان تدريب الأسلحة الغربية!

للوهلة الأولى، يبدو تنظيم داعش البغيض مجرد جماعة متطرفة وعنيفة، شوهت بأفعالها الوحشية صورة الإسلام، وأودت بحياة أو تسببت في تشريد مئات الآلاف من الأبرياء في سوريا والعراق وبعض الدول الأخرى.

ولكن إذا درسنا الطبقات الخفية لهذا الوباء المشؤوم، فسوف نصل إلى نقاط غريبة تلقي الضوء على دور القوى العالمية، وخاصة الغرب، في تشكيل هذا التنظيم وتقويته وحتى استغلاله.

أحد الأهداف الخفية والأقل ذكراً للغرب هو استخدام داعش كأداة حرب غير مباشرة؛ لقد تحولت خوارج داعش في الواقع إلى ساحة تم فيها اختبار الأسلحة الغربية الحديثة، بما في ذلك الصواريخ الذكية والطائرات الهجومية بدون طيار ومعدات الحرب الإلكترونية وحتى الأسلحة الناشئة.

بتعبير آخر، يمكن القول إن الغرب استخدم داعش كسلاح لتهيئة المجال الحقيقي لاختبار أسلحته، ميداناً لتجربة أنواع مختلفة من الأسلحة، حتى المحظورة منها، ولكن في ظل صمت العالم!

لأن عالم الكفر في بداية ظهور داعش، وفي سبيل تخويف العالم من خطر هذا التنظيم، شن حملة دعائية كبيرة لدرجة أنه لو استخدم القنبلة الذرية لاحقاً بحجة محاربة هذا التنظيم، لما صدر أي اعتراض من القوى الأخرى في العالم.

مما لا شك فيه أنه بالنسبة للصناعات العسكرية الغربية، لا يمكن لأي مختبر أن يحل محل ساحة معركة حقيقية؛ لأنه في المختبر يمكن قياس دقة أو مدى صاروخ، ولكن في الميدان الحقيقي يمكن فهم ما إذا كان هذا السلاح فعالاً في ظروف الإجهاد أو الحرارة أو الغبار أو مواجهة عدو متحرك أم لا!

لقد دخل العالم الغربي الأراضي السورية والعراقية بشعار “مكافحة الإرهاب” الزائف، بينما نفذ في كثير من الحالات عمليات مدمرة دون تنسيق مع حكومات تلك الدول؛ عمليات غالباً ما كانت تتم باستخدام أسلحة لم تستخدم بعد في أي حرب رسمية.

نعم! لقد أصبح وجود داعش ذريعة لاستخدام هذه الأسلحة، وفي الوقت نفسه تم نشر دعاية إعلامية واسعة النطاق حول قوتها ودقتها.

اختبار قنبلة MOAB – المعروفة بأم القنابل – في أفغانستان كان مثالاً آخر على استخدام داعش كذريعة لاختبار الأسلحة الغربية الجديدة؛ عندما ألقى الجيش الأمريكي هذه القنبلة التي تزن 10 أطنان على منطقة أشين بولاية ننكرهار في 13 أبريل 2017، زاعماً أن الهدف من هذا الهجوم هو تدمير مخابئ داعش.

لا يخفى على أحد في عالم اليوم أن تجارة الأسلحة هي واحدة من أكبر الصناعات وأكثرها ربحا في العالم، ولكن الدول المنتجة للأسلحة تحتاج إلى إظهار قوة أسلحتها لزيادة مبيعاتها.

لقد أتاحت الحرب مع داعش فرصة ذهبية لشركات تصنيع الأسلحة الأمريكية والبريطانية والفرنسية وحتى الكيان الصهيوني لاستخدام هذه الحروب للترويج لمنتجاتها وبيعها.

بعد كل عملية رمزية للغرب ضد داعش، كانت تنشر صور دقيقة للهجمات بطائرات بدون طيار والقصف الذكي، أو استخدام معدات جديدة؛ صور كانت بمثابة كتيبات إعلانية للعديد من الدول التي كانت تشتري الأسلحة.

في هذه الأثناء، دفعت الشعوب المسلمة أكبر ثمن؛ لأن داعش نشأ من قلب الدول الإسلامية، ولكن بسياسات معقدة ومساعدة شاملة من بعض القوى، وسرعان ما انتشرت حرب أحرقت نيرانها المستشفيات والمدارس والمساجد والمواقع التاريخية ومنازل الناس.

ما يُفهم من هذه المذكرة هو أن داعش لم يكن مجرد جماعة متطرفة، بل تحولت إلى أداة لاختبار الأسلحة وتوسيع النفوذ السياسي الغربي وزيادة مبيعات معداتهم العسكرية.

Exit mobile version