في تنظيم داعش كانت هناك تقارير في البداية تفيد بأن بعض المقاتلين المخضرمين وأفراد الأجهزة الاستخباراتية كانوا موجودين؛ فهؤلاء الخبراء السابقون يشيرون إلى أن هناك مشغِّلين مهرة متورطين وأن مؤامرة كبيرة كانت جارية. في البداية كان لروسيا نفوذ داخل صفوف داعش، وقد استُخدم ذلك في سوريا لصالح مصالحها ضد الولايات المتحدة.
كما سبق وذكرنا، النفوذ الإيراني في المنطقة وارتباطات إيران مع روسيا أمور لا ترضي الولايات المتحدة؛ وكان أحد الأهداف إزالة النفوذ الإيراني من المنطقة. لكن الأمر انقلب: لم يزَل نفوذ إيران بل ازداد، فإلى جانب فاطميون بدأ نشاط زينبيون، وكان جنرالات من الحرس الثوري الإيراني متواجدين هناك.
الهدف الكبير الثاني كان السيطرة على احتياطيات النفط. هل استُغلت نفط داعش كمصدر اقتصادي لها أم أن وراء ذلك أسرار خفيّة؟
ظهرت دولة داعش (دولة العراق والشام) عام 2013 في أجزاء من العراق وسوريا؛ وتشير التقديرات الأولية لإنتاجها النفطي إلى أن إنتاجها بلغ نحو 56,000 برميل يومياً في 2014، ثم انخفض إلى 35,000 برميل في 2015، وفي 2016 هبط إلى نحو 16,000 برميل يومياً.
عبر هذه الانتاجات النفطية، حققت داعش دخلاً مالياً ملحوظاً. ومع تذبذب أسعار النفط العالمية، يُقدّر أن داعش كانت تحصل في 2014 على نحو 25 دولاراً لكل برميل، ما جعل دخلها الشهري من النفط يقارب 42 مليون دولار. وانخفض هذا الدخل في 2015 إلى 26 مليون دولار، وفي 2016 إلى نحو 12 مليون دولار.
وهنا يبرز سؤال: ماذا تفعل الولايات المتحدة الغنية بكل تلك الكميات من النفط التي تستخرج من الكويت ومن العالم العربي؟ لن ندخل في نقاش طويل، لكن نذكر أن مخزونات النفط بالملايين خلال الحروب تعمل لوقت محدود ومؤقت.
كانت تجارة النفط التي قامت بها داعش تهريبية وغير منظمة ضمن شبكات خارج الرقابة الرسمية؛ لذلك لا توجد دول رسمية تصرح بأنها باعت النفط لداعش بشكل رسمي، لكن بحسب تقارير ودراسات كانت شبكة تهريب نفط داعش تصل بالنفط إلى الأسواق والمناطق التالية: 1- سوريا: غالباً كانت داعش تبيع النفط في المناطق السورية التي كانت تحت سيطرتها لبعض المستخدمين المحليين والتجار.
2- العراق: أيضاً باعت داعش نفطها لبعض التجار المحليين والقبائل داخل العراق.
3- تركيا: تشير بعض التقارير والدراسات إلى أن نفط داعش المهرب تصدَّر أحياناً عبر تركيا إلى أسواق أخرى؛ وأنقرة نفَت هذه الاتهامات، لكن مصادر سياسية واستخباراتية قدَّمت دلائل بهذا الشأن.
أفادت وكالة رويترز في تقرير نشر في يوليو 2015 بتوجيه اتهامات لتركيا، كما أشار وزارة الخزانة الأميركية إلى هذا الأمر.
4- الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: نقلت بعض شبكات التهريب نفط داعش إلى أسواق غير رسمية في دول أخرى بالمنطقة وشمال أفريقيا. عمومًا، اعتمدت شبكة تهريب نفط داعش على أسواق محلية، وطرق تهريب، ووكلاء وسماسرة، حيث كان النفط يصل داخل المنطقة وأحياناً خارجها إلى تجار غير رسميين.
تحاول الأجهزة الاستخباراتية دائماً الحصول على مثل هذه المواد من خلايا التهريب عبر الأسواق المفتوحة بحيث لا يظهر تورط جهات رسمية، ولا يمكن توجيه الاتهام رسمياً لأحد. إذا نظرنا نظرة واحدة، فقد قُصِفت مخزونات نفط من قِبَل الولايات المتحدة في مرة، وفي مرة أخرى أشارت روسيا إلى مثل هذه الأهداف، مما يُظهر أن مجموعات خفية تابعة لكلا البلدين كانت ناشطة.


















































