٢:- التمهيد لاحتلال البلاد الإسلامية
سنشير في هذا المقال قائمة من البلاد التي تمركزت فيها خوارج داعش ومهدوا الطريق لعدوان أعداء الإسلام عليها مثل أفغانستان، ومالي، والنيجر، وتشاد، وبوركينا فاسو.
ففي هذه الدول، بمجرد ظهور خوارج داعش، شنت القوى الكافرة حملاتها العسكرية تحت ذريعة داعش، مما زاد من معاناة شعوبها، ولم ينته بذلك بلاء داعش، بل أضيف بلاء آخر، وأظلمت ليالي شعوبهم وأيامهم أكثر من ذي قبل.
في بعض هذه البلدان كأفغانستان، على الرغم من تواجد المحتلين الأمريكيين وحلفائهم قبل ظهور داعش، إلا أن تضاؤل المبررات الواهية لوجودهم فيها، اعتبر بمثابة سبب مباشر لظهور داعش، بما يضمن استمرار بقاء هؤلاء المحتلين في تلك الأرض.
مالي: عقب ظهور داعش في شمال مالي، أطلقت فرنسا عملية عسكرية واسعة النطاق تعرف باسم عملية سيرفال في عام 2013؛ وتوسع الوجود العسكري الفرنسي لاحقا بحجة محاربة داعش ليتحول إلى عملية برخان لتشمل أيضا عدة دول أخرى، ورغم أن شعار فرنسا كان مكافحة الإرهاب، إلا أن كثيرين اعتبروه احتلالا جديدا؛ لأن هدفها الحقيقي ليس إلا نهب المقدرات المادية والمعنوية، والذي سهّله وجود داعش في تلك البلاد.
النيجر: بعد توسع نشاط داعش في منطقة الساحل وهجماته على المناطق الحدودية، أنشأت الولايات المتحدة وفرنسا قواعد عسكرية جديدة في النيجر بحجة محاربة داعش، أبرزها قاعدة الطائرات المُسيرة الأمريكية في أغاديز، ولكن هذه الإجراءات، كما كان متوقعاً، لم تستهدف القضاء على داعش، بل استخدمت ذريعةً لمواصلة الوجود العسكري الغربي.
شهدت تشاد وبوركينا فاسو عقب ظهور داعش، توسعا في النفوذ الفرنسي والغربي، دون أن يُسفر ذلك عن أي نتائج إيجابية تمنع جرائم داعش.
تجدر الإشارة إلى أن الحكومات الجديدة في هذه البلدان، بعد إدراكها للطبيعة الحقيقية للوجود الغربي وتزايد انعدام الثقة الشعبية، قد قابلت هذا الوجود باحتجاجات شعبية ورسمية، حيث تتفق الغالبية العظمى على ضرورة انسحاب القوات الغربية من هذه البلدان.
لم يعد استخدام داعش كذريعة للاحتلال أمراً خافياً على أحد، ويتفق الجميع على أنه متى ما وطأت أقدام الخوارج بلداً، تبعهم حلفاؤهم الغربيون بذريعة محاربة الإرهاب، ليحتلوا ذلك البلد، وخلال فترة وجودهم، لا ينهون وجود داعش فحسب، بل يمارسون على سكانه ظلماً وقهراً يفوق ما يمارسه داعش نفسه.