الجزء الأول
بقلم: خالد حمزة
الإسلام هو الدين المبارك الذي يشمل جميع جوانب الحياة مثل السياسة، الاقتصاد، التجارة، الأخلاق، العبادة، والثقافة. إنه نهج حياة مستمد من العقيدة النقية للتوحيد، وهو القانون الإلهي الذي يحتوي على الحلول الشاملة لجميع مشاكل البشرية، ويعد المصدر الوحيد للهداية والنجاح.
الأمة الواحدة، حتى وإن ارتبطت بالعصور الأخرى، لن تضيع أبداً، وهذا بفضل الإسلام. الإسلام هو الذي يجيب على جميع مشاكل المجتمعات والأفراد في كل عصر وزمان.
عبر التاريخ، كلما سقطنا وانهزمنا، استطعنا النهوض مجدداً بصورة أفضل، وقد ذقنا مرارة الانهيار وحلاوة النهوض. هذه الدورة مستمرة وستظل كذلك إلى يوم القيامة.
رسول الله ﷺ بدأ في نشر الإسلام وحده، معتمدًا على نصر الله، وتحمّل كل أنواع المشقات في طريق الدعوة، لكنه لم يتردد أو يهتز في عزيمته، حتى وضع حجر الأساس لنظام إسلامي لا مثيل له.
كان النبي ﷺ إمام المسجد، وقائد المجاهدين، ومعلم الصحابة، ورسول الله، وقد ربّى جيلاً قرآنياً أعاد تشكيل خريطة التاريخ، ونشر نور الإسلام في العالم المظلم بالجهل.
بعد وفاة رسول الله ﷺ، ارتدت شبه الجزيرة العربية، ولم تبقَ إلا مدن قليلة مثل المدينة المنورة، مكة المكرمة، الطائف، والبحرين، في أمان، ولم ينكروا الزكاة.
تحول الناس جماعياً عن الإسلام، وعانى المسلمون المتبقون من الاضطهاد والقتل، بينما ادعى البعض النبوة، وانتشر الكفر والطغيان في كل أنحاء الجزيرة العربية. حتى بعض الصحابة أصيبوا بالإحباط، وكانت حال الأمة أسوأ بكثير مما هي عليه اليوم.
بل إن بعضهم قالوا لأبي بكر الصديق رضي الله عنه: “يا خليفة رسول الله، لا نستطيع محاربة العرب جميعاً، اجلس في بيتك، واغلق أبوابك، وكرس حياتك لعبادة الله حتى الموت.”
كان يُعتقد أنه لم يعد هناك قدرة على المقاومة، وانتشرت مشاعر اليأس في كل مكان، وكان الوضع لا يُحتمل للجميع.
ولكن الخليفة العظيم أبو بكر الصديق رضي الله عنه اتخذ قراراً هز التاريخ. لقد أعلن قائلاً: “من يساندني اليوم، سيكون حاكماً على العالم.”
وقال الصديق العظيم: “هل يُترك الدين لينقص وأنا حي؟! سأقاتل وحدي حتى يُقطع رأسي وتفارق روحي جسدي.”