الدواعش الخوارج: السلاح الجديد للغرب ضد الإسلام!  الجزء التاسع عشر

إحسان عرب

جعل البلاد الإسلامية تعتمد على المساعدات الخارجية:

عانت البلاد الإسلامية من حروب وأزمات متتالية، على مدى العقود القليلة الماضية، وكانت تلك الحروب مدمرة للغاية، حيث لم تؤدِّ إلى تدمير الأمن والاستقرار فحسب، بل وفّرت أيضًا فرصة لجعل هذه الدول تابعة للغرب من الناحية الاقتصادية والعسكرية والسياسية.

كان دور الجماعات الخارجية – أي تنظيم داعش – الأبرز والأخطر

من بين جميع العوامل التي ساهمت في هذا الانهيار، فقد بدا هذا التنظيم وكأنه خرج من رحم الأمة الإسلامية، لكنه في الحقيقة كان أداة في يد القوى الغربية، استُخدمت لإغراق الدول الإسلامية في أتون الدمار والخراب.

فمع ظهور داعش، اتّسعت رقعة الجرائم في العراق وسوريا ودول أخرى إلى درجة أن البُنى التحتية الحيوية والأساسية لتلك الدول دُمّرت بالكامل.

استُهدفت مصادر الطاقة، وأنظمة إمداد المياه، والمستشفيات، والمدارس، والمساجد، والآثار التاريخية، وغيرها من المنشآت المهمة بشكل مباشر، وتم تدميرها خلال هذه الفترة.

وقد أدى هذا الدمار المنهجي إلى إيصال الدول الإسلامية إلى حالة من العجز الكامل عن التعافي بقواها الذاتية، مما اضطرها إلى طلب المساعدات من الدول الغربية، والمؤسسات الدولية؛ وهي مساعدات غالبًا ما تكون مشروطة ومقيّدة بقيود وضغوط سياسية.

لم يقتصر الدمار على الجانب المادي فقط، بل خلّف آثارًا نفسية عميقة؛ فالشعوب التي كانت تطمح للحرية والعدل والحكم الإسلامي أصبحت اليوم تعتمد بشكل كبير على المساعدات الغذائية والطبية والمالية من الغرب للبقاء على قيد الحياة.

اضطرت الدول الإسلامية من أجل إعادة إعمار مدنها

إلى الاستدانة من مؤسسات مالية دولية مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، وهي مؤسسات معروفة بسياساتها الاستعمارية وشروطها القاسية.

قد أدّى الاعتماد على المساعدات الغربية إلى نتائج وخيمة على الأمة الإسلامية؛ فهذه المساعدات، وإن تلبّست ثوب الإنسانية، فهي في الحقيقة وسيلة للهيمنة السياسية، ولغرس الثقافة الغربية، ولإنهاء استقلالية القرار في الدول الإسلامية.

بل إن هذه الأنشطة “الإغاثية” لم تحل مشكلات المجتمعات الإسلامية، بل زادتها سوءًا، فدفعتها نحو أزمات اقتصادية أعمق، وفقر مصطنع، ومعاناة دائمة.

ولهذا، سنتناول في هذا المقال نظرة موجزة لبعض الآثار السلبية لاعتماد الدول الإسلامية على القوى الغربية:

١. زوال الاستقلال السياسي:

حينما تعتمد الدول على المساعدات الخارجية، تصبح مجبرة على تقديم مصالح القوى الغربية في سياساتها الداخلية والخارجية، وتُرغم على اتخاذ قرارات تُرضي تلك القوى.

٢. تآكل القيم الدينية والثقافية:

عندما تعتمد الدول الإسلامية على الغرب، تُفتح أبواب الغزو الفكري والحضاري، وتتعرض القيم الإسلامية للتحريف والضعف والنسيان.

٣. تفشي الفساد وانتشار الأنظمة الدمية:

الحكومات التي تُبنى بدعم القوى الأجنبية تفتقد إلى دعم شعبي حقيقي، وسياساتها تخضع لأوامر تلك القوى، مما يهيئ البيئة المناسبة للفساد الإداري والاجتماعي.

٤. زوال روح الحرية:

يتلاشى في نفوس الشباب حب الاستقلال والحرية، ويُستبدل بعقلية استهلاكية تعتمد على تقليد الثقافات الغربية المضللة.

وفي الختام، يمكننا القول إن تنظيم داعش لا يمثل الإسلام، بل هو مؤامرة خطيرة تهدف إلى إضعاف الأمة الإسلامية، وتأجيج الفتن الداخلية، وتوسيع دائرة التدخل الغربي في شؤون المسلمين.

Exit mobile version