بقلم: عمر شهيد
لقد أتى النظام الشرعي الحاكم في أفغانستان بنصر الله جل جلاله بعد نضال طويل. لم يكن الذين يعارضون عقولهم يعتقدون أبداً أن الإمارة الإسلامية والنظام الشرعي سيقومون بهذه النتيجة الحاسمة و القاطعة. ستستمر حماية هذا النظام واستمراره بنصر الله. يكون نصر الله مع المسلمين عندما لا توجد بينهم ذنوب، خاصة الذنوب الجماعية. ومن هذه الذنوب الجماعية الاختلاف. يعتمد الأمير المسلم الأمثل في الحفاظ على النظام الشرعي دائماً على نصر الله، ويعلم في أي ظروف يحرم المسلمون من نصر الله. لذا يركز في خطاباته دائماً على توصيات، إذا طبقها المسلمون، فإن نصر الله سيكون دائماً معهم و يحميهم من الحرمان.
الأمير الأمثل يفكر دائماً في النظام، الأمير الأمثل يفكر دائماً في وحدة المسلمين، الأمير الأمثل يفكر دائماً في تقوية صفه، لا يمجد نفسه، لا يهتم بالأفكار والنظريات الأجنبية، لا يتأخر في توجيه الطريق الصحيح، ولا يهتم بلوم أحد. عندما يكون الأمير أمثلاً، يكون هدفه رضا الله في كل قول وعمل، يكون قلقه نظام المسلمين بدلاً من نفسه، يفضل إصلاح الآخرة على الدنيا، فإن وزرائه بالتأكيد سيكونون أمثليين. لا يختار وزراء لا يتبعون خطاه.
لكن، من بين المسلمين توجد عدة مجموعات من الناس الذين يعانون من مرض الانحراف الفكري و يتأثرون بالأفكار الأجنبية، هؤلاء دائماً يتربصون بالأمير الأمثل، الوزراء الأمثليين، والنظام الأمثل. يقدمون تحليلات متنوعة لكل خطاب وكل عمل، يحاولون تخريب الأذهان حول النظام و يوقعون المسلمين في الشك و الارتياب. سنذكر بعضاً من هذه المجموعات:
1. الحزبيون أو المتحزبون
هذه الفئة من المسلمين تتأثر أفكارهم بالديمقراطية والجمهورية، بالنسبة لهم مصالح حزبهم و جماعتهم هي الأهم بدلاً من مصالح المسلمين العليا. لقد ضيعوا ثمار الجهاد ضد الجيش الأحمر في أفغانستان، لجأوا إلى التفرقة، و عرقلوا فرصة حكم النظام الشرعي ونشروا فكرة بين الأمة أن النظام الشرعي لا يمكن أن يأتي نتيجة للجهاد والقتال، مما سبب في تشويه نضال الجهاد المقدس. هؤلاء الحزبيون، الذين انقسموا فيما بينهم ولم يعد لديهم ما يقدمونه للأمة، يملؤهم الحقد والحسد، وكلما سنحت لهم الفرصة يهاجمون النظام الشرعي الإسلامي بشكل مباشر وغير مباشر.
2. البروتوكوليون
هذه الفئة من الناس كانت قد أقامت علاقات مع الغربيين قبل سقوط الإمارة الإسلامية السابقة، ثم استسلمت للغزاة أو كانوا من الذين أطلق سراحهم بعد أن كانوا أسرى لدى الغزاة نتيجة اتفاقية بروتوكولية، وعاشوا تحت ظل النظام الفاسد السابق. هؤلاء البروتوكوليون قد توبوا كتابياً عن الجهاد والمقاومة ضد الغزاة و نظامهم الفاسد، و تعهدوا بعدم مقاومة الغزاة و نظامهم الفاسد بأي شكل من الأشكال. لأنهم تابوا من إحدى الفروض الكبرى في الإسلام لأجل راحتهم الشخصية، فإنهم يعتبرون القرارات الشرعية للنظام الشرعي الحالي نتاجاً لأهوائهم الشخصية و يقيسونها على أنفسهم. ليسوا مذنبين، فمعرفتهم بالإسلام والنظام الشرعي سطحية. قضوا كل وقتهم مع الغربيين، ويعملون الآن كمستشارين لهم، ومن يكون كذلك بالتأكيد سيحكم على القرارات الشرعية الإسلامية بهذه الطريقة.
3. المصفقون
المصفقون هم أولئك الذين ليس لديهم فكر ثابت ولا موقف ثابت. يتبعون عواطفهم ورغباتهم، وهم في ظلام دامس من الناحية العلمية. دائماً يصفقون للآخرين. يدعمون في الغالب أولئك الذين يعانون من مرض الانحراف الفكري، والقومية، والتحزب، والولاء للغرب.
إذا نظرنا في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، نجد أمثلة لهذه المجموعات الثلاث. لذلك، لا ينبغي للمسلمين الحقيقيين والمجاهدين أن يقلقوا من دعاياتهم. لن تلحق دعاياتهم أي ضرر بالنظام الشرعي الإسلامي الحاكم، وستضرهم فقط.
يقول الله جل جلاله في القرآن الكريم:
{يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} [سورة الصف – 8].
هذا الآية الكريمة، رغم أنها نزلت في الكافرين، يمكن أن تنطبق على كل من يدعي الإسلام ولكنه متأثر فكرياً بالكفار، ويحاول انتقاد النظام الشرعي الإسلامي بسبب هذا التأثر. مهما حاولوا، لن يتمكنوا من إطفاء نور النظام الشرعي الإسلامي بنشر دعاياتهم. هذا النور سينتشر بالتأكيد وسيصل إلى هدفه النهائي.
النهاية.