بقلم: علي الأنصار
لم يلطخ الخوارج أيديهم بقتل أصحاب الرسول -عليه الصلاة والسلام- منذ طغيانهم وجبروتهم وتمردهم وخليفتين عظيمتين -عثمان وعلي- في خير القرون الذين كانا نموذجين للشجاعة فقط بل وجهوا خناجرهم وأسلحتهم وسلوا سيوفهم في كافة أرجاء العالم على الأجساد اللطيفة من مصابيح دين الإسلام الحنيف وشيوخه المجاهدين، والجماعات الدينية والعلماء والمجتهدين والدعاة والمصلحين, وأطفأوا أنوار هذه المصابيح إلى الأبد وقادوا الأمة الإسلامية إلى الظلام.
الخوارج هم سجلوا أنفسهم على صفحات التاريخ بالانحراف والزيغ والضلال والقتل والوحشية, هي طائفة متعطشة لسفك دماء كبار الشخصيات في الأمة الإسلامية من العلماء والقادة الجهادية والمجتهدين الذين يُظهرون وحشيتهم وزيغ منهجهم الضال على المنابر, ويكشفون وجههم الحقيقي لأبناء الأمّة.
هم ينصبون أنفسهم على الناس باسم الخلافة ويزهقون الأرواح باسم الجهاد ويولدون الفكرة الغربية باسم الدعوة الإسلامية.
الخوارج كدأبهم طعنوا بسهمهم القاتل نجما آخر من نجوم الدين والتقوى والعلم والاجتهاد والدعوة، إنهم سفكوا دم إمام العزيمة الشيخ رحيم الله الحقاني الذي لم يكن نموذج العلم والاجتهاد والدعوة فقط لأفغانستان بل كان للعالم الإسلامي كله.
كان لإمام العزيمة، دراية جيدة بمنهج الخوارج, وأكثر منه سعى وبذل الجهد للتعريف بهم من فوق سلالم المنبر إلى الأمة الإسلامية جميعا.
لذلك ولما أدرك الخوارج أنه سيكشف الغطاء عن وجوههم الحقيقية ولن تبقى مزيدا وراء الكواليس, فسعوا للإطاحة بمنارة العلم والدين في حين كان سيرد الأحاديث على المنبر لآلاف طلبة العلوم الشرعية.
لقد تيتموا الآلاف من طلبة العلوم وتسببوا في حرمان العالم الإسلامي من عالم وشيخ ومصلح آخر, أبكى فراقه ورحليه كبار العلماء وكسروا قلوب الناس بحيث لن تُجبر.
ترجمة الشعر:
غرقت الشمس في قلب الأرض
لقد رحل العالم ولا أعرف مصيره.
ذهبت الأضواء والنفس
كل شيء يقف في ظلمة الألم.