التقييم الشرعي لدعاية وانتقادات خوارج داعش ضد الإمارة الإسلامية!* الجزء السادس والعشرون

المولوي أحمد علي

الشيخ عبد السلام رحمه الله وموالات الكافرين:
في تفسير “أحسن الكلام”، قال الشيخ عبد السلام رحمه الله عند تفسيره لسورة الممتحنة:
إن للموالاة ثلاث مراتب:
المرتبة الأولى: أن يُشارك الكافر في أعمال الكفر والشرك عن اعتقاد، فهذه كفر صريح.
المرتبة الثانية: أن يُعين الكفار في أعمال الكفر والشرك بأبدانه أو ماله، ولو لم يكن يعتقد الكفر والشرك، فهذه كبيرة من الكبائر.
المرتبة الثالثة: تعظيم الكفار أو احترامهم، أو تنصيبهم في مناصب العلو، أو الوقوف لهم تكريماً، ونحو ذلك، فهذه أيضاً من الذنوب، وجميع هذه المراتب داخلة في النهي الشرعي.
فقيه العصر مفتي محمد فريد رحمه الله:
في فتاوى فريدية، وفي جواب عن سؤال، قال فقيه العصر مفتي محمد فريد رحمه الله:
إن الذين يدّعون الإسلام في أفغانستان ينقسمون إلى ثلاثة أقسام:
الأول: من يعتبرون الشيوعية والماركسية وسيلة للتقدم، ويرون الإسلام – والعياذ بالله – سبباً للتخلف، فهؤلاء كفار بلا شك.
الثاني: من يعتقدون بطلان الشيوعية، ولكنهم يُظهرون الموافقة لها خوفاً أو اضطراراً، فهؤلاء مسلمون ولكن يجب عليهم الهجرة.
الثالث: من ينضمون إلى هذه الجماعات الخبيثة لأجل المصالح الدنيوية فقط، ولا يشاركونهم في العقيدة، فهؤلاء فُسّاق وفُجّار بلا شك.
حضرة المولانا محمد إدريس الكاندهلوي رحمه الله:
قال الشيخ محمد إدريس الكاندهلوي رحمه الله حول الموالاة للكافرين:
إن للموالاة مع الكفار (أي المحبة) ثلاث حالات:
1. أن يحبهم بسبب دينهم، فهذه كفر صريح.
2. أن يُبغض دينهم في قلبه، ولكنه يُحسن معاملتهم في الأمور الدنيوية، فهذه جائزة بإجماع العلماء، بل مستحسنة في بعض الحالات.
3. أن يُبغض دينهم، لكنه يُقيم علاقات صداقة معهم لأسباب كصلة رحم، أو صداقة، أو لمصلحة دنيوية، ويُساعدهم أو يتجسس لهم على المسلمين، فهذه ليست كفراً، ولكنها معصية عظيمة.

وقد ورد هذا النوع من الموالاة في قصة الصحابي حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه، حيث فعل ذلك بسبب صلة القرابة، فأنزل الله سورة الممتحنة للنهي عن هذا النوع من الموالاة.
قال رحمه الله: “إن موالاة الكافرين، أي محبتهم، لها ثلاث صور: الأولى أن يُحبهم من جهة دينية، وهذا كفر صريح. الثانية أن يُبغض دينهم في قلبه، ويتعامل معهم بلطف في الأمور الدنيوية، فهذه جائزة بإجماع العلماء، بل مستحسنة. الثالثة أن يُبغض دينهم، ولكن لأجل صلة قرابة أو صداقة أو غرض دنيوي يُبقي معهم علاقات ودية ويُساعدهم، أو يتجسس لهم على المسلمين، فهذه ليست كفراً، ولكنها كبيرة من الكبائر. وهذه الصورة هي التي وردت في قصة حاطب بن أبي بلتعة، وسورة الممتحنة نزلت لمنع هذا النوع من الموالاة.” (معارف القرآن، ج1، ص595)

مفتي أعظم باكستان مفتي محمد شفيع رحمه الله:

كتب مفتي محمد شفيع رحمه الله في تفسيره لقول الله تعالى في سورة آل عمران:
﴿لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُوْنَ الْكٰفِرِيْنَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُوْنِ الْمُؤْمِنِيْنَ ۚ وَمَنْ يَفْعَلْ ذٰلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللّٰهِ فِيْ شَيْءٍ إِلَّآ أَنْ تَتَّقُوْا مِنْهُمْ تُقٰىةً ۗ وَيُحَذِّرُكُمُ اللّٰهُ نَفْسَهُ ۗ وَإِلَى اللّٰهِ الْمَصِيْرُ﴾ [آل عمران: 28]، أن العلاقات مع الكافرين لها مراتب متعددة:

1. الموالاة: وهي محبة الكفار في القلب، وهذا لا يجوز للمسلم.

2. المواساة: وتعني إبداء الشفقة والنصح والإعانة، وهي جائزة مع غير المحاربين من الكفار.

3. المداراة: وهي المعاملة الحسنة في الظاهر واللباقة، وهي جائزة مع جميع الكفار، بشرط أن يكون الهدف منها مصلحة دينية، أو حسن الضيافة، أو دفع شرهم، وقوله تعالى: ﴿إِلَّآ أَنْ تَتَّقُوْا مِنْهُمْ تُقٰىةً﴾ يشير إلى هذه المرتبة.

4. المعاملات: كالبيع والشراء، والوظائف، والحِرف والصناعات، فهذه جائزة ما لم يكن فيها ضرر عام على المسلمين.

Exit mobile version