بإمكان الإنسان أن يترك في ضوء الجهود الاجتماعية والأنشطة الاجتماعية إحداث تأثير أعمق وإحداث تطور أكثر دواما، لأنّ الجهود الفردية ليست مؤثرة جداً،ويبقى مجالها ونطاقها محدوداً ويبقى شعاعها وإشعاعها ضعيفين.
يعمل الكثير من الجماعات في قطاعات مختلفة ويريد كل منها تحقيق أهداف مختلفة، بعضها إيجابي ومفيد وبعضها سلبي ومدمر.
يسعى الكثيرون إلى السيطرة على السياسة والحصول على بيئة للحكم، وللوصول إلى هذه الطريقة يفعلون أي شيء بأي شكل من الأشكال ويتكبّدون أي نوع من التكاليف والأضرار، ويريدون تحميل فكرتهم على العباد.
هناك جماعة ظهرت في الميدان وأشغلت الأذهان منذ عدة سنوات، وقد أظهر وجهها بالسواد وجبهتها بالخجل واختارت لنفسها اسم داعش.
في السنوات القليلة الماضية، أصبح الجميع على دراية بتنظيم داعش ومآسيه العديدة والدموية، ولا يكاد أحد لا يعرف ما الذي يفعله هذا التنظيم، وما الذي يسعى إليه، وما تسببت فيه من أحداث مريرة وشريرة.
إن تنظيم داعش لا يتردد في ارتكاب أي عمل خاطئ وغير لائق، وحتى دموي ومميت، ولا يتردد في الخسائر التي يفرضها على المجتمع والشعب من أجل تحقيق أهدافهم وغاياتهم.
أقل خسارة يتوجه نحو عامة الناس من أعمال تنظيم داعش وتعرض حياتهم للخطر هي خسارة أرواح الشعب وإصابتهم.
كل هذه التصرفات السيئة هي نتيجة للفكرة والعقلية التي تم حقنها في أعضاء هذه الجماعة، وتم إعدادهم بطريقة تجعلهم يعتبرون أنفسهم فقط رؤوس العالم والآخرين.
يعتبرون أنفسهم سالكي طريق النور والسعادة ويعتبرون الآخرين سالكي طريق الظلام والبؤس.
لأن الإنسان عبارة عن مجموعة أفكار تشكل شخصيته، وتوجه كل إمكاناته ومواهبه إلى الطريق الذي رسمه لنفسه.
وأحياناً يكون تكوين هذه الأفكار على الطريق الصحيح والمطلوب، وينجح الإنسان في خدمة المجتمع وإحداث التغيير، وأحياناً وللأسف نتيجة لتأثير البيئة المحيطة والعوامل الداخلية والخارجية، يختار الخيار الخاطئ، فيسقط في هاوية الهلاك والذل.