بقلم:طالب العلم صفت الله “السياح”
الخير والشر إنهما بمثابة التركيب والمبدأ في كل من الحياة والمجتمع والشعوب والجماعات والحكومات وبشكل عام جزء من كل عنصر من عناصر الحياة، فتجد في المجتمع أناسا طيبين وأشرارا فيه وفي موظفي الحكومة يوجد طيبون وسيئون كذلك وقس البقية علی هذ، لكن الأهم هو استدارك الحق والتمييز بين الخير والشر.
من بين المعايير الأخرى؛ أن في الدين والمذهب، أيضا يوجد الخير والشر، والصواب والخطأ، لكن الطلب عن هذا الحق والباطل والخير والشر، ومعرفتهما فُصل بشكل جيد في كتاب الله القرآن الكريم، والأحاديث النبوية.
من عمل بالقرآن الكريم كما عمل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه من بعده، ومن بين القرآن الكريم كما بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه من بعده؛ فهؤلاء هم أفضل الناس وأكثرهم عدالة في عصرهم.
لكن الذين حرفوا وبدلوا أحكام الله، وأحاديث رسوله، وأركان الإسلام المقدسة، ومنهج الصحابة الأخيار؛ إنهم أسوأ الناس وأكثرهم كذبًا في عصرهم.
إن الأشخاص الذين يُعرفون بالخوارج المعاصرين (دواعش) في العصر الراهن؛ لا يمكنهم أن يأتوا بدليل من القرآن والحديث يحصل به قناعة الناس، لذلك اضطروا لإثبات ادعائهم الباطل إلى القول بأن طالبان أو القاعدة أو الجماعات الجهادية الأخرى ليسوا على حق، ولهذا السبب انفصلنا عنهم واخترنا لأنفسنا طريقا آخر، بينما طالبان والقاعدة والجماعات الجهادية الأخرى تعمل وفق تعاليم الإسلام ولوحدانية الله، لكن الخوارج هم الذين غيروا الأسلوب وشوهوا دين الإسلام الحنيف.
انفصلت الخوارج الأوائل عمن كان أفضل إنسان في العالم في وقته؛ وهو الخليفة الراشد الرابع سيدنا علي -كرم الله وجهه- فلم يكن علي رضي الله عنه صحابيًا فحسب، بل كان أيضًا كاتبًا للوحي وختنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان أول طفل يتشرف باعتناق الدين الإسلامي، لكن الخوارج انفصلوا عنه ورغم كل هذه المناقب الكثيرة، فقد أصدروا فتوى بكفره وردته.
وكانت الخوارج في ذلك الوقت يفسرون آيات القرآن الكريم بنفس الطريقة التي يفسر بها خوارج اليوم (داعش) لمصلحتهم.
عندما تواجه مع الدواعش أو مع أي ديمقراطي آخر على وسائل التواصل الاجتماعي؛ يركزون أكثر لإثبات حقانيتهم على مسألة أنه إذا كانت طالبان أو القاعدة على حق فلماذا انفصلت داعش عنهم، لكنهم لا يعقلون أنه كلما اجتمع أهل الحق والباطل في جماعة واحدة، سيحدث الله بالتأكيد حادثة ليميز بها الخبيث من الطيب، مثل حادثة التحكيم في عهد سيدنا علي ومعاوية رضي الله عنهما، وفي عصرنا حادثة وفاة أمير المؤمنين الملا محمد عمر رحمه الله، ثم الصلح مع الكفار من بعد ذلك.
وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا ویتخذ منکم شهداء، والله لا يحب الظالمين. [آل عمران: 140]