الزلزال المدمّر الذي هزّ شرق أفغانستان، ولا سيما ولاية كونر، خلال الليالي الماضية، يُعدّ من أشدّ الكوارث الطبيعية فتكًا في السنوات الأخيرة. هذه الفاجعة المؤلمة أودت بحياة عدد كبير من مواطنينا وأصابت الآلاف بجروح، لكن وسط هذا الدمار والألم، برزت قصص الوحدة الوطنية ومشاهد الأمل والتضحية التي جسّدتها الخدمات المتواصلة لقوات إمارة أفغانستان الإسلامية.
فور وقوع الزلزال، أظهرت الإمارة الإسلامية استجابة سريعة ومنسّقة، مستنفرة جميع مواردها وإمكاناتها. وبأوامر من المسؤولين المعنيين، أُرسلت فرق الأمن والخدمات والصحة والنقل والإغاثة إلى المناطق المتضررة. كما توجّه كبار مسؤولي الهيئة الوطنية لمكافحة الكوارث شخصيًا نحو المناطق المنكوبة برفقة فرق مجهّزة بالوسائل والمواد الضرورية.
ومن أبرز إنجازات الإمارة الإسلامية منذ التحرير ترسيخ الأمن المستدام في جميع أنحاء البلاد، والقضاء على الجماعات المنحرفة والمعادية للأمن العام، وعلى رأسها تنظيم داعش. ففي الماضي كان وجود هذه الجماعات كثيرًا ما يعيق وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المنكوبة، حيث كانوا يغلقون الطرق ويهاجمون القوافل الإغاثية وينهبون الموارد.
أما اليوم، وبفضل سيادة الإمارة الإسلامية والأمن الشامل، فقد باتت المساعدات تصل من مختلف أنحاء البلاد، حتى من الولايات البعيدة، إلى المتضررين بلا أي عوائق. ورغم أنّ بعض الطرق في المناطق المتضررة أُغلقت جراء الزلزال، إلا أنّ فرق الإغاثة واصلت جهودها للوصول إلى المناطق النائية بأمان كامل ودون أي تهديد من داعش.
إن هذا النجاح البارز في المجال الأمني هو ثمرة جهود قوات الإمارة الإسلامية التي ضحّت وناضلت حتى طهّرت البلاد من شرّ تنظيم داعش الإرهابي.
لقد أثبتت تجربة إدارة كارثة الزلزال الأخيرة في شرق أفغانستان أنّ الأمن المستدام الذي تحقق بجهود الإمارة الإسلامية لا يهيّئ فقط أجواء الطمأنينة والتقدّم، بل يجعل من الممكن أيضًا تقديم الخدمات الإنسانية الفعّالة وقت الأزمات. واليوم تصل المساعدات داخل البلاد إلى المحتاجين دون تهديد من الجماعات الإرهابية، وهو في حد ذاته شهادة على شرف واعتبار النظام الذي نجح في إرساء الأمن في كل ربوع البلاد.
إن تضحيات قوات الإمارة الإسلامية وخدماتها المستمرة لم تنقذ حياة الكثير من المواطنين فحسب، بل عزّزت أيضًا ثقة الشعب بالحكومة، وأظهرت بوضوح الدور الفريد للأمن في استقرار البلاد وتقدّمها. وإنّ نجاح الإمارة الإسلامية في إدارة هذه الكارثة الطبيعية يُعدّ نموذجًا للحكم المسؤول والرحيم، يستحق الثناء والتقدير.


















































