ادعاءات المسؤولين الباكستانيين: من التسول إلى الاتهامات الوهمية

عبدان صافي

#image_title

صرّح وزير الدفاع الباكستاني، في مقابلة تلفزيونية أجريت بالأمس، بأن إمارة أفغانستان الإسلامية طلبت منهم مبلغ (١٠) مليار روبية باكستانية لنقل اللاجئين من وزيرستان. هذا الادعاء الذي يفتقر تمامًا إلى الأساس يعكس مجددًا الأسلوب الذي تتبعه الحكومة الباكستانية للتستر على إخفاقاتها الداخلية وجذب المساعدات الدولية. هذه الادعاءات البعيدة عن الحقيقة لا تكشف فقط عن مشاكل باكستان الداخلية، بل تسلط الضوء على مؤامراتها المستمرة وخداعها للمجتمع الدولي.

 

لطالما استخدمت باكستان دور “الضحية” في لعبتها السياسية. فتارة تصف نفسها بـ”جندي العالم” في محاربة الإرهاب، وتارة تطلب المساعدات الدولية بحجة عبء اللاجئين، وأحيانًا تلقي باللوم على دول أخرى لانهيار اقتصادها.

 

ويبدو أن هذه الادعاءات الأخيرة هي جزء من هذه اللعبة الطويلة. حيث تسعى باكستان مرة أخرى لتقديم اللاجئين من وزيرستان كتهديد، وتطالب المجتمع الدولي بالدعم المالي.

 

لكن بالنظر إلى الوضع الاقتصادي الباكستاني، يبدو أن طلب (١٠)مليار روبية أمر لا معنى له ولا مبرر. فهذه الدولة تحاول بشتى الطرق الحصول على قروض من صندوق النقد الدولي (IMF)، حتى أنها لا تستطيع وضع سياساتها الاقتصادية دون موافقة الصندوق. قيمة الروبية تتدهور بشكل متواصل أمام الدولار، ومعدل التضخم في البلاد وصل إلى مستويات غير مسبوقة تاريخيًا، بينما يعاني الشعب من أزمات اقتصادية حادة.

 

بدلاً من مواجهة مشاكلها بجدية واتخاذ خطوات للإصلاح، تحاول باكستان تقديم نفسها كدولة ضعيفة ومظلومة على الساحة الدولية. ولتحقيق ذلك، تلجأ إلى اتهام جيرانها، مثل أفغانستان، زورًا وبهتانًا.

 

إطلاق الادعاءات الكاذبة ليس جديدًا على المسؤولين الباكستانيين. فقد تلقوا مليارات الدولارات بحجة “محاربة الإرهاب”، لكن في الواقع، ساهموا في انتشار الإرهاب في المنطقة. بل إنهم وفروا الملاذات الآمنة للجماعات المتطرفة مثل داعش وغيرها، ودعموها بالسلاح والتجهيزات.

 

وقد ردت إمارة أفغانستان الإسلامية عبر متحدثيها الرسميين على هذه الادعاءات الباكستانية، نافية بشكل قاطع أي طلب من هذا القبيل. كما أكدت أن باكستان ليست في وضع يؤهلها لتلقي مثل هذا الطلب أصلًا. وأوضحت أن هذه الادعاءات ليست سوى محاولة للتستر على إخفاقات باكستان الداخلية.

 

على مدى العقود الماضية، دأبت باكستان على تقديم معلومات مضللة للمجتمع الدولي للحصول على المساعدات المالية بذرائع مختلفة.

 

ويتعين على المجتمع الدولي الآن أن يدرك أن مثل هذه الادعاءات الباكستانية ليست سوى محاولة لإخفاء إخفاقاتها الاقتصادية والسياسية.

 

بدلاً من اتباع سياسة إلقاء التهم على الآخرين وابتكار ذرائع للحصول على المساعدات الدولية، ينبغي على باكستان اتخاذ خطوات عملية لمعالجة مشاكلها.

 

وعلى المجتمع الدولي أن يتوقف عن تصديق مثل هذه الادعاءات الباكستانية، وأن يجبرها على تحمل مسؤولية إخفاقاتها بنفسها.

 

ونقول لوزير الدفاع الباكستاني: إن بلدكم يتصدر قائمة الدول التي تعتمد على المساعدات الدولية. فكل عام تطلبون القروض والمساعدات من صندوق النقد الدولي، والسعودية، والصين، ودول أخرى. اقتصادكم يواجه خطر الإفلاس، وشعبكم يعيش في أزمة مستمرة من الفقر والبطالة.

 

وفي ظل عجزكم عن سداد ديونكم وتغطية احتياجاتكم اليومية إلا من خلال المساعدات الدولية، كيف يمكن لأحد أن يطلب منكم مليار روبية؟ الحقيقة هي أنكم تطرقون أبواب العالم للحصول على المساعدات، ورغم ذلك تحاولون تصوير أنفسكم كدولة “كريمة”.

 

أصلحوا اقتصادكم أولاً، وكونوا قادرين على إفادة شعبكم، ثم تحدثوا عن منح الآخرين.

ابو صارم
Exit mobile version