اختلاف وجهات النظر بين داعش و إمارة أفغانستان الإسلامية
بقلم: أسد غورزنغ
بين إمارة أفغانستان الإسلامية وتنظيم داعش اختلافات جوهرية في الرؤية والاستراتيجية على الصعيدين الإسلامي والسياسي. فيما يلي نستعرض بعض هذه الاختلافات الأساسية، مع التركيز على المواقف والقضايا المهمة، ونتمنى أن يقرأها القراء بعناية:
1- إمارة أفغانستان الإسلامية
التركيز الجغرافي والتطبيق الداخلي للشريعة:
تركز الإمارة الإسلامية على حدود أفغانستان الجغرافية، وتسعى لتطبيق الشريعة الإسلامية داخليًا، من خلال هيكل قيادة منظم تحت إمرة “أمير المؤمنين”، الذي يتم اختياره عبر الشورى، وتُتخذ القرارات بناءً على المشورة.
الالتزام ببناء حكومة مستقرة:
تهدف الإمارة إلى بناء حكومة مستقرة، تعمل على تفعيل المؤسسات الحكومية وتقديم الخدمات بشكل طبيعي. كما تتبع نهجًا معتدلًا في تطبيق الشريعة، مراعيةً العادات الثقافية والاجتماعية للمنطقة.
الموقف من التكفير:
تتجنب الإمارة الإفراط في التكفير، ولا تعتبر الشخص مرتدًا إلا إذا ارتكب الكفر بشكل واضح. غالبية قادتها وأفرادها من أتباع مذهب أهل السنة والجماعة وفق الفقه الحنفي، ويمنحون أهمية كبيرة لآراء علماء هذا المذهب.
احترام المذاهب الأخرى والأقليات:
تحترم الإمارة المذاهب الأخرى ضمن أهل السنة والجماعة، وتولي اهتمامًا بحماية الأقليات الدينية، مثل الشيعة، وتعتبر ذلك مسؤولية جادة.
العلاقة مع الشعب:
تحظى الإمارة بدعم الشعب وتعاونهم، وتسعى إلى حل مشكلاتهم وشكاواهم بسرعة. كما تشركهم في مجالات الحوكمة والتطوير من خلال المشورة.
العلاقات مع العالم الإسلامي:
تعمل الإمارة على بناء علاقات مع الدول والشعوب الإسلامية، وتعتبر نفسها داعمة لوحدة الأمة الإسلامية. كما تتجنب التدخل في شؤون الحركات والدول الإسلامية الأخرى.
الاعتدال في تفسير النصوص:
تعتمد الإمارة في تفسيرها للنصوص الدينية على إرشادات علماء المذهب الحنفي، وتبتعد عن التطرف في الفهم أو التطبيق.
2- تنظيم داعش
الادعاء بالخلافة العالمية:
يدّعي تنظيم داعش كذبًا إقامة خلافة عالمية، ويسعى لخداع الناس لتحقيق أهدافه السياسية. يرفض أي هياكل تقليدية ويعتمد فقط على رؤيته المتشددة.
القمع ونشر الفوضى:
يعتمد التنظيم أساليب عنيفة مثل المجازر الجماعية والتفجيرات ونشر فيديوهات مرعبة لتحقيق أهدافه. ويفضل توسيع دائرة الحرب وزرع الخوف بدلًا من بناء إدارة مستقرة، ما أدى إلى فشله في إقامة حكومة منظمة.
التكفير المفرط:
يكفر التنظيم كل من يخالفه، حتى الجماعات التي تدعم النظام الإسلامي نظريًا، مثل طالبان، والتي يعتبرها ضالة ومنحرفة.
رفض المذاهب الفقهية:
يرفض التنظيم اتباع أي مذهب فقهي مثل الحنفي أو الشافعي، ويعتمد فقط على تفسيره الخاص للنصوص الدينية.
الوحشية في التعامل:
يتسم التنظيم بالقسوة الشديدة في تعامله مع الناس، حيث يستخدم الخوف والرعب لفرض طاعته، ويقتل كل من يعارضه بتهم الكفر أو الخيانة.
استغلال الموارد الاقتصادية:
يشتهر داعش باستغلال الموارد الاقتصادية للناس بشكل قسري، وفرض ضرائب باهظة، ومعاقبة من يرفض الطاعة بعقوبات قاسية.
الخلاصة:
توجد اختلافات جوهرية بين إمارة أفغانستان الإسلامية وتنظيم داعش. الإمارة تسعى لبناء دولة مستقرة وذات رؤية معتدلة، بينما يعتمد تنظيم داعش على القمع، التكفير، وزرع الفوضى لتحقيق أهدافه.