أسباب ازدياد انجذاب مواطني طاجيكستان نحو داعش!

فرهاد فروتن

#image_title

قبل أيام أعلن المتحدث بإسم الإمارة الإسلامية ذبيح الله مجاهد إلقاء القبض على خلية مهمة للخوارج نتيجة سلسة من العمليات الخاصة، وأكد أن ذات الشبكة كانت متورطة في تخطيط وتنفيذ الهجوم الإجرامي على موظفي إدارة النيابة العامة.

وجاء في البيان أنه تم أسر مواطن طاجيكي خلال العملية وكان قد أغراه تنظيم داعش الإجرامي واحتفظ به هناك بغرض استخدامه في عملية انتحارية وأكد أن العملية أسفرت عن اعتقال مخطط الهجوم وبحوزته متفجرات وذخائر عسكرية.

والشيء المثير للدهشة هو أن صحيفة نيويورك تايمز نقلت قول بعض المحليين أن الطاجيك يشكل نصف مقاتلي داعش في خراسان.

وبحسب تقريره إن أكثر من 2000 مواطنا طاجيكيا انخرطوا في صفوف داعش بسوريا وعراق منذ عام 2014 إلى عام 2019 ولكن بعد هزيمة تنظيم داعش في العراق وسوريا انضم المئات من المقاتلين الطاجيكيين إلى فرع تنظيم داعش في خراسان.

والسؤال الذي يطرح نفسه الآن

لماذا يختار المواطنون الطاجيكيون الانضمام إلى صفوف داعش في خراسان وما هي دوافع وعوامل انضمامهم إلى صفوف هذه الجماعة الإجرامية والتكفيرية.

وبحسب الخبراء فإن الدوافع الأساسية لانضمام بعض الطاجيك إلى صفوف تنظيم داعش في خراسان ترجع إلى فرض حكومة طاجيكستان قيودا صارمة على المظاهر الدينية ومواجهة سكانها تضييقا جديدا على الحريات الدينية وهم بسنبة 90% فيها إضافة إلى معاناتهم من أزمة معيشية وديكتاتورية.

أزمة الفقر والمعيشة تفوق الوصف والخيال هناك وهي تعتبر من أفقر دول آسيا الوسطى رغم أن عدد سكانها يبلغ 10 ملايين نسمة، وقد لجأ مئات الآلاف من سكانها إلى بلدان مختلفة بسبب الفقر.

وبحسب الإحصائيات أن أكثر من مليوني عامل من طبقة الذكور يعيشون الآن خارج البلد، وفي الوقت نفسه، تعد روسيا الوجهة الأساسية للعمال الطاجيك، وبالتالي فإن التعامل العنصري والمرتبات القليلة والعزلة وما إلى ذلك من الأشياء الأخرى قد توفر فرصة الجلب والاستقطاب لجماعات إسلامية متطرفة، لذلك ينضم المواطنون الطاجيكيون إلى داعش خراسان بهدف الحصول على أجور أفضل.

يُعتبر الحكم الديكتاتوري ثاني أهم عامل يدفع مواطني طاجيكستان للانضمام إلى تنظيم داعش. في هذا السياق، ينبغي الإشارة إلى أن طاجيكستان خاضت حربًا أهلية مع حزب الحركة الإسلامية من أجل الحرية بين عامي 1992 و1997.

ورغم أن هذه الحرب انتهت من قِبَل هذا الحزب، إلا أنه صُنّف كتنظيم متطرف، وفي عام 2015 تم حظره، وقتل قادته أو سُجنوا أو نُفوا.

الرئيس الحالي لطاجيكستان، إمام علي رحمان، يتولى السلطة منذ عام 1994. وفي عام 2016، قام بتعديل الدستور من خلال استفتاء، مما سمح له بالبقاء رئيسًا مدى الحياة.

ووفقًا للتقارير، يوجد في طاجيكستان ما لا يقل عن 1000 سجين سياسي، وتعزز روسيا حكم رحمان بوجود 7000 جندي على الأقل في البلاد.

إضافةً إلى ذلك، يُعد القمع الديني عاملاً آخر أسهم في حرمان الشباب من التعليم الديني الصحيح المستند إلى الأحكام والقوانين الإسلامية. اتخذت طاجيكستان خطوات عملية ورمزية لمواجهة الإسلاميين، بما في ذلك اعتقالهم وقمعهم، وتمزيق الحجاب عن النساء في الأماكن العامة، وحلاقة لحى الشباب.

كما أنشأت لجنة قوية لمراقبة الشؤون الدينية، وتنظيم العبادات، والاحتفالات، والمراسم الدينية، وبناء المساجد، وطباعة الكتب الدينية.

في طاجيكستان، يُمنع الصبية والفتيات الذين تقل أعمارهم عن 18 عامًا من أداء الصلاة في المساجد، والتعليم الديني الجماعي في المنازل محظور أيضًا.

كل هذه العوامل لعبت دورًا مهمًا في دفع بعض مواطني طاجيكستان للانجذاب نحو تنظيم داعش التكفيري والإرهابي.

ابو صارم
Exit mobile version