قد أبدى عدد لا يحصى من العلماء آراءهم في ضلال الخوارج، ووصفوهم بأنهم جهلة في الدين وغلاة. لقد وصل الخوارج المعاصرون إلى حد أنهم أصبحوا أداة بيد القوى الغربية في اغتيال العلماء الربانيين والرجال المؤمنين. يطبقون ما يؤمرون به وإن لم ينفذوه، فسيُرفضون من عندهم.
سنذكر هنا آراء الأئمة الكرام في الخوارج والصفات التي نسبوها إليهم. قال الإمام المشهور أبو زكريا محيي الدين يحيى بن شرف النووي رحمه الله في الخوارج: «الخوارج صنف من المبتدعة يعتقدون أن مَن فعل کبيرةً کفَر، و خلِّد في النار، و يطعنون لذلك في الأئمة، ولايحضرون معهم الجُمُعات والجُمَاعات». [روضة الطالبین]
قد قال الإمام محمد بن عبد الكريم الشهرستاني رحمه الله في كتابه “الملل والنحل” عن الخوارج: «کل من خرج علی الإمام الحق ألذي إتفقت الجماعة عليه يسمی خارجيًّا، سواء کان الخروج في أيام الصحابة علی الأئمة الراشدين، او کان بعدهم علی التابعين باحسانٍ، والأئمة في کل زمان.» [الملل والنحل]
يقول الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله، المعروف بأمير المؤمنين في الحديث، في كتابه “فتح الباري مع شرح صحيح البخاري”: «الخوارج فهم جمع خارجةٍ، أي طائفةٍ، وهم قوم مبتدعون، سمّوا بذلك لخروجهم عن الدين، وخروجهم علی خيارِ المسلمين.»
بالإضافة إلى آراء هؤلاء الأئمة، فإذا رجعنا إلى كتب أخرى، وجدنا أنهم ذكروا نحو عشرين فرقة من الخوارج، وأطلقوا على كل هذه الفرق اسم “الخوارج”.
بعض فرق الخوارج متطرفة جداً، وبعضها أقل تطرفاً، ولكن لديهم جميعا بعض الميزات المشتركة. مثلاً: الخروج والتمرد على الحكام، ومحاربة المسلمين، تكفير المسلمين على أمور يأتونها بأنفسهم ولا يخرجون بسببها عن الإيمان ولا الإسلام.
إن استعمال الغلو في الدين الإسلامي الواضح، وتحويل السيئات إلى حسنات، والحسنات إلى سيئات، وتسمية مرتكبي الكبائر بالكفر والخلود في النار، وغير ذلك من الصفات التي يبغضها الإسلام والمسلمين، من صفات الخوارج. لكن هناك شيء واحد واضح مشترك: أنهم جميعا يقاتلون ضد المسلمين والأنظمة الإسلامية.
من الخوارج فرقة تسمى “القعدية” تركوا القتال لعدم الحماس والغيرة، ولكن يوجد هناك أيضًا بغي في القلم واللسان في هذه المجموعة. هذه المجموعة باستخدام القلم واللسان تشجع الناس على التمرد والبغي وتعتبر هذا الفعل عملاً مرغوباً فيه، وبسبب هذا الفعل القبيح أطلق العلماء على فرقة القعدية لقب شر الخوارج.
الهدف هو تنبيهنا إلى أن جماعات الخوارج حتى لو لم تذهب إلى ساحة القتال فهي متواطئة في قتل واستشهاد العلماء الحقيقيين والمؤمنين والحكماء الصالحين.
حكم المجاهد والمقاتل ضد داعش الخوارج:
قال حبيب الله محمد المصطفى صلى الله عليه وسلم عن الذين يقاتلون الخوارج: «طوبى لمن قتلهم أو قتلوه». وفي حديث آخر: «إن في قتلهم أجراً عند الله لمن قتلهم يوم القيامة». وفي حديث آخر أيضاً: «خير القتلى من قتلوه».
وهذه فرصة مباركة للمؤمنين لمحاربة داعش الخوارج. نعم! حتى في موتهم خيرٌ لنا، فإن الله عز وجل سيجازينا يوم القيامة. وإن قتلنا الخوارج فهو خير، لأن موتنا موتة شهادة، ومن بين الشهداء ننال الشهادة التي سماها رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل الشهادة.